هو الذى تنطبق عليه مقولة «بينحت فى الصخر»، وينحت أيضاً فى الأخشاب والمعادن، ولكن ليس من باب الشقاء ولا المكابدة، بل ينحت باستمتاع، بل قاده «النحت فى الصخر»، إلى سنوات عديدة من الدراسة والإبداع والعمل المتواصل، يسأل دوماً: «هل من مزيد بإمكانى نحته»، ويفتش هنا وهناك، لعله يجد فكرة جديدة ليجسدها، ويسعد عندما يجد ثمة تفصيلة تنادى يديه وتستثير موهبته. تثيره الخامات الطبيعية، كالمعادن والأحجار والأخشاب، تحرك بداخله الرغبة فى التشكيل، حيث إنها خامات لصيقة بالحياة والبشر، إلى جانب كونها خامات تحمل قيماً جمالية بارزة. منذ الصغر، وفى مطروح حيث ولد، ما وقعت عليه عيناه من بحر ورمال وربوع ممتدة، وفنون متنوعة، كان له أثر كبير فى حبه للجمال، الذى أدى بدوره إلى إيجاد الرغبة فى ممارسة الفن، بالرسم أو النحت على الرمال، وهو ما تشكل خلال سنوات تعليمه الأولى، وهو الذى قاده فيما بعد للتعلق بالفن، ودخوله كلية الفنون الجميلة، عاش جبريل فى الأماكن البدوية، وبين الجبال والمؤثرات الشعبية والعادات، وتعايش مع التقاليد الخاصة بهذه المناطق، ما كان له الأثر المباشر فى تنمية النواحى الحسية والمدركات الفنية، وإرساء بعض القيم الفنية، التى لها صداها فى أعماله الفنية. الرجل الستينى الذى يعمل أستاذاً بقسم النحت فى كلية الفنون الجملية، تخرج فى الكلية نفسها، وفى ذات القسم عام 1973، كما حصل على ماجستير كليه الفنون الجميلة تحت عنوان «القيم التشكيلية فى النحت بالمعادن» عام 1980، فيما حصل عام 1986على دكتوراة الفلسفة فى الفنون الجميلة تحت عنوان: «الطرق المستحدثة فى استخدام اللدائن والبلاستيكات فى التشكيل النحتى»، وله العديد من الأبحاث المنشورة فى مجال نحت المعادن. تلوح الفكرة فى ذهنه، يحلل الفكرة أو الموضوع إلى عناصر، يستخدم مادة خام واحدة، أو عدة خامات، تتضافر معاً لتشكل العمل فى النهاية، كما تسهم الفكرة فى اختيار خامة التنفيذ. حامد جبريل المولود فى يناير عام 1950، قطع أشواطاً كبيرة، بين أساليب فنية كبيرة ومختلفة، قبل أن تتضح شخصيته وتتأكد معالمها، التى اتضحت بعد سنوات طويلة من الدراسة ارتبطت أعمال جبريل بالحياة والمجتمع ودراسة المعتقدات التى تنتشر فى مجتمعاتنا، خصوصاً تلك التى لمسها، وعايشها عن قرب فى مجتمعه البدوى، ولم يكن اتصال الرجل بالفن مقتصراً على ممارسته فقط، بل تخطى الأمر إلى تدريسه للسنوات الطويلة، حيث إن جبريل عمل بالتدريس بالدراسات العليا شعبة معادن بكلية التربية النوعية بجامعة الإسكندرية، كما درس أشغال المعادن، فضلاً عن عمله معيداً بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، ثم مدرساً مساعداً، ثم مدرساً بالكلية ذاتها، ثم أستاذاً. أقام جبريل معارض كثيرة خاصة به، مثل معرضه بقصر ثقافة الأنفوشى، ومعرض بكلية الفنون الجميلة ومعرض بقصر التذوق بسيدى جابر، بالإضافة إلى معرضه بقاعة نقابة الفنانين التشكيليين بالإسكندرية، ومعرض بمركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، وقد أقيمت معارضه فى الفترة بين 1986 حتى 2010، كما شارك بمعارض ومحافل فنية كثيرة بالقاهرة، ومعرض دولى، هو معرض الفن المصرى المعاصر بالعاصمة الليبية طرابلس، عام 2008. كلف حامد جبريل بتنفيذ عدد من الأعمال الفنية، مثل أعمال النحاس المطروق بقرية مجاويش بالغردقة، والمشاركة فى تنفيذ أعمال من الخشب المنحوت المطعم بالنحاس الملون، والنحاس المطروق بأحد الفنادق على طريق الإسكندرية مطروح، كما شارك فى تنفيذ عمل فنى نحتى من العملة باللدائن بنقابة الأطباء بالإسكندرية.