جلست تفترش الأرض، وقد ملأ الدموع عينيها، راقدة بجوار حجرة العناية المركزة، تنتظر والدة جابر صلاح، الذي ينتظر الموت بين لحظة وأخرى، بعد أن أكد اطباء مستشفى القصر العيني وفاته إكلينيكيا، أن تحدث المعجزة وتحتضن ابنها مرة أخرى. والدة جابر صلاح "عضو حركة 6 أبريل" الذي أصيب أثناء الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن في شارع محمد محمود، قالت: "ابني كان نازل رايح المدرسة وعرف إن صاحبه اتصاب. جري يشوف صاحبه اصطادوا هو كما"، مستنكرة قتل المسلم لأخوه المسلم، وتتساءل: يضربوه ليه، عشان يخدوا 50 جنيه مكافأة، في إشارة إلى جنود الأمن المركزي. برأس تترنح، وعينين زائغتين، انخرطت في الدعاء علي رئيس الجمهورية، وتحمله مسئولية ما آلى إليه حال ابنها الرقيد، والمجلس العسكري الذي حملته مسئولية أحداث محمد محمود الأولى، مؤكدة أن نجلها لم يكمل السبعة عشر ربيعاً، قائله: "عيد ميلاده كان الشهر الجاي". حمادة صلاح، شقيق جابر، كشف عن استعداد الأسرة لمقاضاة وزارة الداخلية، لافتاً إلى أن الإصابة التي نالت شقيقه طلق خرطوش، نُقل علي إثره للمستشفى في الساعة الثامنة والنصف، والتي لم تتمكن من علاجه، ويرقد الآن في انتظار الموت بعد وفاته إكلينيكيا، لافتاً إلى أن آخر تدوينه لشقيقه علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "لو في حد زعلان مني يسامحني، وحاسس إن حاجة المرة ديه هتحصله". محمد سامي، ابن عمة جابر يحتضن شقيقه باكياً، وبقلب معتصر، كشف عن الإصابة والتي كانت نتيجة إطلاق طلقات الخرطوش من موضع قريب منه، أصابته بثلاثة اجزاء من الطلقة بالمخ، و30 بجدار الرأس، 40 بالصدر، علاوة على اخترق الصدر إلى القلب، موكداً أنه متوفي إكلينيكا، متمنياً حدوث المعجزة، قائلا: "الكرامة راحت والعدل راح".