وكأن الثورة المقبلة هى ثورة على أزياء المرأة المصرية التى انحصرت فى الملابس الكاجوال المستوحاة من الأزياء الغربية، مجموعة من الحملات انطلقت للمطالبة بعودة ملابس المرأة إلى فترة الستينات، ومشروعات كان هدفها الأساسى محو الصورة الحالية للأزياء المنتشرة فى الشارع المصرى، منها حملة «إلبسى فستانك واستردى أنوثتك» التى تنادى بعودة الفستان، ومشروع «لعبة الست» وهو عبارة عن خط أزياء مستوحى من أزياء الستينات، ومشروع «جذور» الذى يستوحى أزياء المصريات من التراث والتاريخ المصرى القديم.أولى هذه الحملات البسى فستانك واستردى أنوثتك التى أطلقتها الدكتورة دينا أنور، والتى اعتبرتها محاولة منها لإعادة المصريات إلى أصلهن: «بنحاول نرجع لأصلنا، ونفكر المصريات بأناقتهن وجمالهن كيف كانا قديماً».الحملة حسب «دينا» موجهة لجميع الأعمار ولكل المستويات الاقتصادية: «السيدات المصريات كلهن بلا استثناء يتمنين ارتداء فستان، لكن الخوف من الانتقاد هو السبب فى الاستسهال وارتداء تلك الملابس التى لا يمكن إطلاق صفة ملابس عليها»، تعتبر «دينا» أن دعوتها موجهة أيضاً للمحجبات، حيث ترى أنهن أحوج إلى ارتداء الفستان: «البنات خايفة تلبس فستان عشان شكلها هيبقى حلو وممكن حد يتحرش بيها، المتحرش مجرم فى نظر المجتمع، والخوف منه وإعطاؤه مساحة أكبر من حجمه لدرجة الامتناع عن ملابس معينة هو بمثابة اعتراف بما يفعله». حملات ومشروعات هدفها عودة المرأة إلى ارتداء «الفستان» مشروع «لعبة الست» كان التطبيق العملى له بعد أن قررت سيدتان هما «نورا يونس وفاطمة عابد» أن تنتجا خط أزياء للمصريات مستوحى فقط من أزياء فترتى الخمسينات والستينات: «أسباب المشروع كثيرة ولكن أهمها هى معاناة عدد كبير من نساء وفتيات الطبقة المتوسطة فى اختيار فستان، إما بسبب المقاسات غير المناسبة أو أن الموديلات غير عملية ولا يمكن التحرك بها فى الحياة اليومية».تصميم فاطمة ونورا على أن تكون الأزياء مستوحاة من أزياء الخمسينات والستينات، لأنها الفترة الأجمل فى الأزياء فى السينما المصرية: «المشروع فيه جزء ربحى، وبنعتمد على جمعية فاتحة خير فى مساكن الزلزال فى المقطم فى تصميم الملابس وصناعتها، وفساتين لعبة الست بها تصميمات متنوعة للمحجبات وغير المحجبات والحوامل ومقاسات مختلفة تراعى مقاييس الأجسام المصرية».«جذور» كان المشروع الثالث الذى كان هدفه أكبر وهو العودة إلى التراث والتاريخ المصرى فى تصميم الأزياء المصرية، التى قال عنها مسئول المشروع محمد نصار إنها محاولة بسيطة لمقاومة ظاهرة حجاب شاكيرا المنتشر الآن فى المجتمع المصرى.السيدات الآن حسب «نصار» ابتعدن عن الهوية المصرية فى الأزياء، بعض السيدات يعتمدن على الهوية الخليجية وتتمثل فى العباءات السوداء المنتشرة بكثرة، والبعض الآخر يلجأن إلى الغرب المتمثل فى «الجينز» بكافة أشكاله: «للأسف صار عصر المسخ، لا توجد هوية ولا توجد أصالة تاريخية، وكأننا تخلينا بإرادتنا عن تاريخنا وتراثنا المصرى وما أحاول صنعه فى المشروع هو العودة للتاريخ الفرعونى والتراث السيناوى والصعيدى وغيرها مما أنتجته البيئة المصرية».