معاناة الحيوانات في الحر: "جوه الحديقة زي الشارع".. الموت واحد

وفاة "بونجو"، إنسان الغاب بحديقة حيوان الجيزة، لفتت الأنظار إلى المعاناة التي تشعر بها الحيوانات أيضاً، التي تقود أعدادًا كبيرة إلى الموت، ليس في الحديقة الشهيرة فقط، لكن وسط الأحياء السكنية المختلفة، أوضاع صعبة لحيوانات لا حول لها ولا قوة، دفعت بالعديد إلى جهود فردية متنوعة بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ما إن سمعت بوفاة "بونجو" حتى سارعت إلى حديقة الحيوان تتفقد الأمر بنفسها، وترى الوضع على الواقع لتفعل ما تستطيعه وتنقذ "بونجو"، هذا ما فعلته دينا ذوالفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، التي سبق لها التظاهر وحدها أمام مجلس الشعب أثناء وضع دستور الإخوان دفاعاً عن حقوق الحيوان: "الناس عاملة أقصى جهد والدكاترة بيشتغلوا بإيديهم وسنانهم في الحديقة، لكن الأوضاع تبقى صعبة"، تعاطف خاص من السيدة التي تؤكد توافر الجهد في ظل غياب المتطلبات الرئيسية بالحديقة: "أنا عارفة إنها حاجة خارجة عن إيديهم، مرتبطة بالطابع الأثري الفيكتوري للحديقة، ما يقدروش يلعبوا فيه لكن في المقابل الحيوانات بتعاني، أحد المبادئ الأساسية للحيوان توافر مياه، ومكان يختفي فيه عن الأنظار، مش في كل الحيوانات لها مبايت، أكتر مشكلة عند بيت السباع اللي مكتظ بالناس وأقفاصه صغيرة جدا رغم تحذيرات وزارة الصحة من الأماكن الضيقة، كمان مبيت الدببة مشكلته ممتدة من 2008، في السنة دي شاركنا كمجتمع مدني، وتم إنشاء نظام توصيل مياه باردة برشاشات ومراوح في المبيت الخارجي والتكييفيات في المبيت الداخلية بتكلفة نصف مليون جنيه"، الأزمة ترتبط بجاهزية الحديقة، أهمها نظم التهوية والترطيب بنسبة كبيرة: "من 2009 مفيش حاجة شغالة، نص المراوح عطلانة، والمياه يتم ضخها بخراطيم عادية جدًا مش بنظم حديثة، العمال بيعملوا اللي عليهم والدكاترة بيلفوا بالعربيات، لكن الوضع صعب".
شيرين محمد محمود، الشابة السكندرية، واحدة من كثر يحاولون القيام بدور للمساهمة في حل الأزمة: "أقل حاجة بتتعمل نحط ميه وأكل في الشوارع والأرصفة وعلى سور البلكونة، غير الحالات اللي الواحد بيشوفها طول ما هو ماشي عندها ضربة شمس، كلاب وقطط بيكونوا على وشك الموت"، حالات عدة تصادفها شيرين، هزمتها الحرارة الشديدة: "بلاقيهم شبه مغمى عليهم في الشارع مستنيين الموت، منهم اللي بفرش له قماش مبلول على الأرض وأمسح جسمهم بمية وأحط قطع تلج في أطباق المية دي، ومنهم اللي بطلع وأجري بيه على الدكتور"، حالات يومية وزيارات مستمرة خلال فترة الموجة الحارة جعلتها تتعرف على معاناة الحيوانات: "الأعراض بتبقى هزال وضعف عام وحرارة عالية وامتناع عن الأكل تماماً يتم تعويضها بمحاليل طبية".