يزداد التوتر حدة في شبه الجزيرة الكورية بشكل متسارع، وتجدد القصف المدفعي على الحدود من قبل كوريا الشمالية التي أمر زعيمها كيم جونغ أون الجيش بالتأهب للحرب، واقترحت قيادة الأممالمتحدة بإجراء محادثات على مستوى العمل مع كوريا الشمالية، لمناقشة تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية الذي فجره إطلاق كوريا الشمالية مؤخرا قذائف مدفعية عبر الحدود باتجاه الجنوب. شبه الجزيرة الكورية كانت كتلة سياسية واحدة تُسمى كوريا، وذلك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أنه بعد وقف إطلاق النار في الحرب الكورية، انقسمت شبه الجزيرة إلى كوريا الشمالية في النصف الشمالي لشبه الجزيرة، وكوريا الجنوبية في النصف الجنوبي تفصلهما منطقة منزوعة السلاح، بحسب ما ذكر موقع "فرانس 24". يعود هذا التقسيم إلى عام 1945، عندما قدمت الأممالمتحدة مخططها لإدارة شبه الجزيرة الكورية بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، وأصبحت إدارة الجزء الشمالي في يد الاتحاد السوفيتي وقتها، والجنوبي في يد الولاياتالمتحدة، وتسببت الحرب الباردة بين القوتين العظمتين في خلق دولتين منفصلتين، وكان ذلك في عام 1948. فور صدور هذا القرار، قسم الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة، الكوريتين تمامًا، وتم منع من في القسم الشمالي بالدخول إلى الجنوبي والعكس، وبالتالي تم تقسيم الأرض والعائلات والأصدقاء، وتأسيس حدود منيعة بين الكوريتين تمنع الانتقال بينهما. ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 حتى احتلت روسيا الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية مؤسسة هنالك نظامًا شيوعيًا، وكانت الولاياتالمتحدة تسيطر على الجزء الجنوبي وأقامت نظامًا ديمقراطيًا، وكان يفرق بين الجزأين الكوريين خط العرض 38، وفي ديسمبر 1948، انسحبت روسيا من الجزء الشمالي مطالبة الولاياتالمتحدة بالانسحاب من الجنوب الكوري، وهو ما تم فعلًا. انتهزت كوريا الشمالية -التي كانت أكثر تسليحا من شقيقتها الجنوبية- الفرصة فأطلقت العنان لقواتها يوم 25 يونيو 1950 متجاوزة خط العرض 38، وبدأت الأزمة الكورية التي تحولت بسرعة -في ظل الحرب الباردة، إلى أزمة دولية ظلت نيران حربها مشتعلة لثلاث سنوات. منذ 23 يونيو 1951 وبعد سنة من المعارك الحامية، أصبح الصراع الكوري بين طرفين لا غالب ولا مغلوب بينهما، فلا الأمريكيون وحلفاؤهم دحروا المد الشيوعي في شبه الجزيرة، ولا الشيوعيون الكوريون وحلفاؤهم الصينيون استطاعوا توحيد شطري كوريا تحت اللون الأحمر، وعرض ممثل الاتحاد السوفييتي في الأممالمتحدة مبادرة لوقف إطلاق النار، ولم يُتوصّل إلى اتفاق بين الأممالمتحدة والصين إلا في 27 يوليو 1953 بقرية "بانمونغوم" الواقعة على خط العرض 38 الفاصل بين الكوريتين.