علي الرغم من مرور 60 عاما حتي الآن فينسي البعض أو يتناسي الحرب الكورية أو الحرب الأهلية بين الكوريتين والاحتلال الأمريكي لكوريا الجنوبية وما شهده العالم آنذاك من أحداث تركت بصماتها علي تاريخ اليوم وهو ما رصده بروس كامينجز الباحث المتخصص في تاريخ كوريا في كتابه الجديد «الحرب الكورية: تاريخ». فبحلول عام 1945 كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلي جزءين شمالي وجنوبي، فاحتلت القوات الأمريكية كوريا الجنوبية بينما كانت كوريا الشمالية من نصيب الاتحاد السوفيتي وغرس هذا التقسيم بذور الصراع الأولي للحرب الباردة. وأقام السوفييت حكومة شيوعية في كوريا الشمالية تحت حكم كيم ايل سونغ وتزايدت حدة التوتر وفي الخامس والعشرين من عام 1950 غزت قوات كيم سيونغ كوريا الجنوبية ومن هنا اندلعت الحرب الأهلية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.. وحصلت كوريا الشمالية علي دعم من الصين والاتحاد السوفيتي بينما أيدت قوات الأممالمتحدة كوريا الجنوبية. وفي كثير من الأحيان يطلق علي الحرب الكورية اسم «الحرب المنسية» نظرا لكونها لم تعلن بدايتها رسميا ولم يعلن انتهاؤها فهي كانت ما بين الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام التي وقعت بعدها إلا أن الحرب الكورية تعد من الأحداث الرئيسية المهمة في القرن العشرين فالحرب الكورية كانت حربًا دموية حصدت أرواح 37.000 جندي أمريكي وفقدت الصين 900.000 شخص بينما بلغت الخسائر في الأرواح للكوريتين الجنوبية والشمالية حوالي 3 ملايين شخص. وسواء كانت تلك الحرب منسية أم لا فالجدير بالذكر أن عواقب وتبعات تلك الحرب لا نزال نعيشها حتي اليوم فتطالعنا عناوين الصحف بين الحين والآخر عن قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية بالإعداد لتدريبات عسكرية بعد اتهام كوريا الشمالية بإغراق غواصة لكوريا الجنوبية. وقامت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وروبرت جيتس بزيارة المنطقة المنزوعة بين شمال كوريا وجنوبها للاحتفال بمرور 60 عاما علي الحرب الكورية. وكشف الكتاب النقاب عن المعاناة التي تجرعها المدنيون خلال الحرب حيث كانت هناك حالة من الذبح العشوائي للمدنيين الأبرياء ولأسري الحرب فكانت قوات كوريا الجنوبية أكثر شراسة ووحشية من نظيرتها الشمالية علي عكس ما كانت تروج له الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن كوريا الشمالية تتعامل بإرهاب ووحشية ويشير المؤلف إلي تنامي هذا الشعور ضد كوريا الشمالية شجع الأمريكيين في عدم الاكتراث بسقوط الضحايا أبرياء في صفوف المدنيين بل استخدام النابالم ضدهم بحجة أنهم أكثر بطشا ووحشية.ولكتابة النهاية للحرب الكورية التي استمرت من عام 1950 إلي عام 1953 تم إبرام هدنة في يوليو عام 1953 ولكن لم يتم توقيع معاهدة سلام بين كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية إلي الآن.