تبادلت الكوريتان التهديد والوعيد أمس في تصعيد جديد للتوتر القائم بين الجارتين بعد قيام بيونج يانج بقصف جزيرة تابعة لسول وبدء المناورات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في البحر الاصفر. من جهته، تعهد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك برد صارم علي أي استفزازات عسكرية محتملة من قبل كوريا الشمالية، مشيرا إلي أنه يتحمل بصفته رئيس الدولة المسئولية عن عدم حماية أرواح الشعب وممتلكاته. وقال لي ميونج باك في خطاب خاص موجه للأمة ألقاه أمس حول هجمات كوريا الشمالية مؤخرا بإطلاق قذائف مدفعية علي جزيرة يونبيونج غرب كوريا الجنوبية - إن الهجوم الكوري الشمالي الاخير يعتبر الاول من نوعه الذي يشهده تاريخ كوريا، واصفا بأنه جريمة ضد الانسانية. ولفت إلي أنه من الصعوبة توقع تخلي كوريا الشمالية عن طموحاتها النووية وسياستها العسكرية المغامرة بتلقاء نفسها ، مؤكدا أن الهجوم الكوري الشمالي سيلقي عقابا مناسبا بقدر ما قام به في المستقبل. وأضاف أن المجتمع الدولي أبدي تأييده لموقف سول حيث شاركت العديد من الدول علي رأسها الولاياتالمتحدة واليابان والمانيا وبريطانيا وحتي روسيا في إدانة كوريا الشمالية. علي وجه الخصوص، ابدت الولاياتالمتحدة نيتها في الرد الصارم وبصورة عملية. من جانبه، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تيه يونج إن كوريا الجنوبية ستقوم بتشديد قواعد الاشتباكات العسكرية للسماح للقوات البحرية والجوية بالرد الفوري علي هجمات من قبل كوريا الشمالية. وفي رده علي ملاحظة نائب برلماني في هذا الصدد، أشار يونج إلي أن قواعد الاشتباكات العسكرية لكوريا جنوبية ليست كافية في الرد علي هجمات كوريا الشمالية باطلاق قذائف المدفعية علي جزيرة كورية الجنوبية في الحدود بين الكوريتين في البحر الغربي. وفي سياق متصل، ذكر أعضاء بالبرلمان الكوري الجنوبي أن الجيش قدم طلبا لتعزيز قوته العسكرية في خمس من الجزر الحدودية الغربية في أعقاب القصف المدفعي الكوري الشمالي للشطر الجنوبي. وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء أن قيادة الاركان المشتركة وإدارة برنامج شراء الاسلحة الدفاعية قدمت طلبا بتخصيص نحو 312.3 مليار وون ما يعادل 269.7 مليون دولار من ميزانية العام المقبل لدعم الامكانيات الدفاعية للجيش في الجزر وفقا لاعضاء البرلمان. كما قرر الجيش الكوري الجنوبي مضاعفة عدد وحدات المدفعية من طراز "كيه.9" علي جزيرة يونبيونج الحدودية. ونقلت وكالة "يونهاب" عن هذه المصادر إن الجيش نشر حوالي خمس أو ست قطع إضافية علي جزيرة يونبيونج بالقرب من المياه الحدودية المتنازع عليها مع الشمال . وفي المقابل، اعتبرت بيونج يانج أمس ان المناورات البحرية والجوية المشتركة التي بدأتها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في البحر الاصفر تمثل استفزازا وجريمة وقد تقود المنطقة الي شفير الحرب. وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان البحر الاصفر علي شفير الحرب، مشيرة الي الاستفزازات العسكرية التي تمثلها برأيها هذه المناورات التي وصفتها باأها استفزاز عسكري خطير آخر ضد بيونج يانج من جانب الولاياتالمتحدة واعدائها الكوريين الجنوبيين..