الأشهر الحرم، فضّلها اللّه على سائر شهور العام، وشرّفها على سائر الشّهور، فخصّ الذّنب فيهنّ بالتّعظيم، كما خصّهنّ بالتّشريف، وضاعف فيها الأجر والثواب العظيم، ونتناول عمرة الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر من الأشهر الحرم وهو شهر "ذو القعدة"، وكان في ذلك العمرة حديث شريف ورد في كتاب "فتح البارئ" لشرح صحيح البخاري كتاب العمرة. وورد في الكتاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته: عمرة من الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته، رواه البخاري ومسلم. وقال العلماء، إنما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العمرة في ذي القعدة لفضيلة هذا الشهر ولإجازة العمرة فيه والعمل الصالح، وكونه أقرب لشهر الحج يستطيع المرء أن يعود نفسه ويهذبها بالطاعات قبل دخوله على الحج الأكبر في شهر ذو الحجة.