قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمر بعد هجرته أربع عمرات، ثلاثاً منها في ذي القعدة، والرابعة مع حجته، وكلها أحرم بها قادماً إلى مكة. وأضاف عاشور، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، أن هذه العمرات الأربع كان وصفها على النحو التالي: عمرة الحديبية، سنة 6 هجرية، والحديبية مكان وراء الجبل، الذي بالتنعيم، عند مساجد عائشة رضي الله عنها، وقد صدّ المشركون النبي عن البيت، فصالحهم وحل من إحرامه وانصرف. وأشار مستشار المفتي، إلى أن العمرة الثانية كانت في سنة 7 هجرية في ذي القعدة، حيث صالح النبي -صلى الله عليه وسلم- قريشاً، وسميت عمرة «القضية» و«القضاء»، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قاضى قريشًا فيها، وليس لأن العمرة وقعت قضاء، عن العمرة التي صُد عنها. ولفت إلى أن العمرة الرابعة كانت «عمرة الجعرانة»، سنة 8 هجرية، وسببها أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان قد قاتل المشركين بحنين، وهي من ناحية المشرق جهة الطائف، وبينها وبين غزوة بدر، 6 سنوات، ثم حاصر المشركين بالطائف، ثم رجع وقسّم غنائم حنين بالجعرانة، حيث أهلّ بالعمرة من الجعرانة داخلا إلى مكة، لا خارجا عنها للإحرام. وتابع: العمرة الرابعة كانت مع حجته سنة 10 من الهجرة، حين قرن بين العمرة والحج باتفاق الصحابة وأهل العلم بسنته. واستشهد بما روي عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَألْتُ أنَساً رَضِيَ اللهُ عَنْه: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أرْبَعاً: عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ المُشْرِكُونَ، وَعُمْرَةٌ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَالَحَهُمْ، وَعُمْرَةُ الجِعِرَّانَةِ إِذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ-أُرَاهُ- حُنَيْنٍ. قُلْتُ: كَمْ حَجَّ؟ قال: وَاحِدَةً». متفق عليه.