قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع سنة عشر. وأضاف «ممدوح»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، أن في الصحيحين والترمذي، ولفظ الترمذي عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر، عمرة في ذي القعدة وعمرة الحديبية وعمرة مع حجته وعمرة الجعرانة إذ قسم غنيمة حنين. يذكر أن العلماء قالوا: إن الحج فرض على المسلمين في العام السادس من الهجرة، وكان المسلمون يحجون مع المشركين، إلى أن نزل قوله تعالى في العام التاسع من الهجرة «يَا أيُّها الذينَ آمنُوا إنَّمَا المشركونَ نَجَسٌ فلا يقربُوا المسجدَ الحرامَ بعدَ عامِهِمْ هذَا وإنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فسوفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ منْ فضلِهِ إنْ شاءَ إنَّ اللهَ عليمٌ حكيمٌ» التوبة: 28 وفي يوم مشهود من أيام الله خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام العاشر من الهجرة ومعه مائة ألف أو يزيدون؛ يؤدون مناسك الحج بعد أن أصبحت مكة في حمى المسلمين، وبعد أن طهّرت الكعبة من الأصنام وبعد أن محيت آثار الجاهلية كلها. وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه «خذوا عني مناسككم» وخطبهم خطبة جامعة حددت ملامح المجتمع الإسلامي، وتوصف هذه الحجة وهذه الخطبة بأوصاف؛ البلاغ والإسلام والوداع.