واصلت درجات الحرارة المرتفعة خطف أرواح المواطنين من كبار السن أو الذين يعانون أمراضاً مزمنة، وسجلت بعض المستشفيات فى المحافظات وفاة عدد جديد، أمس، متأثرين بإصابتهم بضربات الشمس ليرتفع عدد الضحايا خلال الأيام الخمسة الماضية إلى أكثر من 74 حالة فى 3 محافظات هى سوهاجوأسيوطوالمنيا، بحسب تقديرات غير رسمية، بخلاف الضحايا فى القاهرة والجيزة وباقى المحافظات. وكشفت جولة ل«الوطن» داخل مستشفى حميات سوهاج، أمس، عن معاناة المرضى المحتجزين فى المستشفى الذى عجز بإمكانياته المحدودة عن تقديم رعاية صحية للمصابين بضربات الشمس، كما عجزت «المراوح»، التى اشتراها أقارب المصابين، عن تلطيف حرارة الجو داخل الغرف، وقال الدكتور صالح مهدى، مدير المستشفى، إن عدد الوفيات بلغ 40 حالة خلال الأيام الماضية، من بين 200 مصاب استقبلهم المستشفى ولا يزال يخضع 67 منهم للعلاج، وأضاف أن الوضع فى المستشفى يحتاج لتدخل سريع من وزارة الصحة أو رجال الأعمال بالمحافظة، مؤكداً أن حجز المصابين فى غرف غير مكيفة يهدد حياتهم، مطالباً بسرعة تزويد المستشفى بعدد 15 جهاز تكييف لأن الغرف التى يتلقى المرضى العلاج بداخلها غير مكيفة. وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة كان بمثابة جرس إنذار للمسئولين بالصحة، للنظر فى وضع مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية، مؤكداً أن مستشفى حميات سوهاج يحتاج من 4 إلى 6 غرف مكيفة ومطلوب عمل سباكة وتوصيل مياه لتلك الغرف، وناشد مدير المستشفى المسئولين سرعة التدخل لإنقاذ المرضى المصابين، مشيراً إلى أنهم قدموا كل ما لديهم من إمكانيات للمرضى وتم وقف الراحات لجميع العاملين ورفع درجات الاستعداد. واشتكى المرضى وأقاربهم من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة داخل غرف المستشفى، وقال بيشوى رومانى، 21 عاماً، أحد المصابين بضربة شمس، إنه أصيب أثناء عمله باليومية فى مجال المعمار ودخل مستشفى حميات سوهاج وكانت درجة حرارته 41. وقال سمير أحمد إبراهيم، 42 عاماً، مزارع، إنه دخل المستشفى منذ يومين بعد تعرضه لضربة شمس، أثناء مشاركته فى نقل أثاث «عروس» بالقرية، حيث أصيب بدوار وسقط على الأرض وتم نقله للمستشفى وكانت درجة حرارته 41 درجة، وأكد أن المستشفى لم يبخل عليهم بالرعاية الطبية لكن حرارة الجو المرتفعة داخل غرف المستشفى لا يقوى على تحملها، مؤكداً أنه يتم حجز من 4 إلى 6 أشخاص داخل كل غرفة وكل مريض عليه إحضار مروحة، لعدم وجود أجهزة تكييف بالمستشفى، وناشد «سمير» وزارة الصحة النظر لمستشفى حميات سوهاج لأن بها عدداً كبيراً من المصابين بضربات الشمس يحتاجون لرعاية طبية. وشهد المستشفى، أمس، اجتماعاً بين الدكتور محمد عبدالعال، وكيل وزارة الصحة، وأطباء المستشفى لبحث الوضع الحالى للمصابين، وطالب «عبدالعال»، فى تصريحات ل«الوطن»، وسائل الإعلام بعدم تضخيم أعداد الوفيات، ونشر تقارير وهمية لا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن مستشفى حميات سوهاج يحتاج لأجهزة تكييف بصورة عاجلة حتى يكون المرضى فى وضع صحى مناسب. 40 حالة فى سوهاج.. و25 فى أسيوط.. و9 بالمنيا.. وأهالى الوادى الجديد يؤجلون دفن موتاهم تفادياً للموجة الحارة وفى أسوان، أعلنت مديرية الصحة، أمس، وفاة حالتين جديدتين بضربات الشمس المباشرة ليرتفع عدد الحالات المعلنة التى استقبلتها مستشفيات الحميات بالمحافظة إلى 3 حالات حتى الآن، الأولى تبلغ من العمر 60 عاماً، والثانية 20 عاماً، وتقيمان بحى شرق مدينة أسوان، والثالثة لسيدة تدعى هانم محمد، مقيمة بمركز إدفو، وتوفيت منذ 3 أيام. وقالت التقارير إن تعرضهم لضربات الشمس المباشرة أدى إلى الوفاة، برغم احتجازهم بمستشفى حميات أسوان. فى الوقت ذاته أكد مدير مستشفى حميات أسوان، الدكتور نادر محروس، احتجاز 15 حالة بغرف العناية المركزة داخل المستشفى بسبب تعرضهم لضربات الشمس، لتلقى العلاج والرعاية بداخلها، فضلاً عن دخول ما يزيد على 200 حالة يومياً أقسام الاستقبال، للكشف عليهم، أغلبهم تتلخص إصابتهم فى ارتفاع درجات الحرارة والاشتباه فى الإصابة بضربات شمس. وانتشرت حالة من الخوف والهلع بين المواطنين بمركز إدفو، شمال محافظة أسوان، عقب وفاة 11 شخصاً من أهالى قريتى اللديد والمحاميد، التابعتين للمركز، خلال الأيام الأخيرة، وأجمع أهالى القريتين على إصابتهم بارتفاع فى درجات الحرارة وحدوث الوفاة. وأكد عبدالكريم العطوانى، 59 سنة، أحد أهالى مركز إدفو، أن درجة الحرارة أعلى بكثير مما تعلن عنه الحكومة، وأن وفاة ال11 شخصاً، من بينهم نحو 5 حالات كانوا يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة لتعرضهم لضربات شمس، لافتاً إلى أن مجموعة من العاملين من كبار السن طلبوا الحصول على إجازات من العمل حتى لا يتعرضوا للشمس، وأضاف أن المزارعين يبدأون أعمالهم فى الحقول فجراً، ويستمر العمل حتى ال8 صباحاً ويعودون لمنازلهم خوفاً من الإصابة بضربة شمس. فى أسيوط، ارتفع عدد المتوفين، إثر ارتفاع درجة الحرارة، إلى 25 حالة، بينما تعدت حالات الإصابة ال200 حالة، تتلقى الإسعافات الأولية فى مستشفيات الصحة والمستشفى الجامعى. وقال الدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة، إن أعداد المتوفين وصلت إلى 6 حالات بمستشفيات الصحة، معظمهم من كبار السن، مؤكداً على تجهيز غرفتين لاستقبال المصابين والمرضى من كافة قرى ومراكز المحافظة، والقيام بالإسعافات الأولية للحالات المصابة فور استقبالهم. وقال الدكتور طارق الجمال، عميد كلية الطب، رئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية، إن المستشفى الجامعى أعلن حالة الطوارئ، مشيراً إلى أن إجمالى أعداد المتوفين، إثر الإصابة بضربات الشمس بالمستشفيات الجامعية، بلغت 19 حالة خلال الأيام القليلة الماضية، وذكر «الجمال» أنه تم رفع حالة الاستعداد القصوى لاستقبال الأعداد المتزايدة من المصابين بالإجهاد الحرارى والناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الطقس مع التعرض المباشر لأشعة الشمس المباشرة، موضحاً أن المستشفى استقبل أعداداً كبيرة من المصابين، وتم التعامل معهم واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة حيالهم. وفى المنيا، سادت حالة من القلق بين المواطنين، بعد وفاة 9 أشخاص بسبب موجة الحر، التى تضرب جميع محافظات مصر، وأثرت بشكل بالغ على جميع نواحى الحياة، وقال الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، إن عدد حالات الوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وصلت إلى 9 حالات بجميع مراكز المحافظة، وأضاف أن 29 حالة دخلت المستشفيات منذ يوم 9 أغسطس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، توفى منها 9 حالات؛ منهم 4 حالات ببنى مزار، و4 حالات بالمنيا، وحالة بملوى، وباقى الحالات بعضها خرج من المستشفى بعد تحسن الحالة، والبعض يخضع للعلاج. مدير «حميات سوهاج» يستغيث ب«الصحة» لتوفير أجهزة تكييف لإنقاذ المصابين.. وناشط حقوقى يطالب الرئيس بمنح المواطنين إجازة وفقاً للدستور وأوضح وكيل الوزارة أن الحالات معظمها لكبار السن وأغلبهم مصابون بأمراض تأثرت بارتفاع درجة حرارة الجو، وأنه أعطى تعليمات لكافة مستشفيات الحميات برفع درجة الاستنفار القصوى لاستقبال الحالات المشتبه بها، واتخاذ اللازم فوراً. وفى الدقهلية، قال الدكتور سمير عطية، مدير مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة، إن المستشفى استقبل 4 حالات مصابة بارتفاع شديد فى درجات الحرارة، تم نقل 3 منهم إلى مستشفيات الصحة، فيما احتجز أحد المواطنين بالمستشفى، وهو رجل مسن مصاب بارتفاع شديد فى درجة الحرارة وتم الاشتباه فى إصابته بالتهاب سحائى، وأخذت عينات منه لتحليلها، وذكر أن الحالات التى ترددت على المستشفى غالباً تكون فى المساء وتكون مصابة بارتفاع فى درجات الحرارة. وفى الوادى الجديد، أجبر الحر أهالى المتوفين على تأجيل تشييع موتاهم، وطالب ناشط حقوقى الرئيس بإعطاء المصريين إجازات من العمل وفقاً للدستور.