قال الدكتور شوقي علّام، مفتي الجمهورية، إن المؤتمر العالمي للإفتاء "خطوة جديدة" على طريق مواجهة الفكر بالفكر، والقيام بواجب الوقت، ويأتي هذا المؤتمر الدولي تحت عنوان "الفتوى إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" والذي يُعد استمرارًا لريادة مصر الدينية برعاية الأزهر الشريف بعد أن افتتحت مصر قبل أيام قناة السويس الجديدة، التي أكدت ريادة مصر، ومؤتمرنا يواصل مسيرة الريادة المصرية. وأضاف المفتي في المؤتمر الصحفي الذي عُقِد اليوم بدار الإفتاء للإعلان عن تفاصيل المؤتمر الدولي للإفتاء، "أننا نعيش ريادة مصرية على المستويين الاقتصادي والاستثماري، والآن نحن في ريادة لا تقل أهمية وهي الريادة الدينية التي نبدأها من دار الإفتاء المصرية بالإعلان عن المؤتمر العالمي الذي سيعقد يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين بمشاركة كبار المفتين من 50 دولة حول العالم". وأشار إلى أن المؤتمر يعقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي حضور رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وسيعلن فيه عن إنشاء أمانة عامة للإفتاء في العالم يكون مقرها القاهرة، تعقد لقاءات دورية للمفتين يتم فيها تبادل الرؤى العلمية وإصدار كلمة واحدة بشأن القضايا المشتركة التي تستحق إصدار فتوى موحدة بشأنها. وأضاف "علّام"، أن مؤتمر الإفتاء، الذي يستمر لمدة يومين، سيناقش عدة محاور رئيسية من بينها واقع الفتوى الحالي ومشاكلها وسبل التصدي لها، والتعاون بين مفتيي العالم الإسلامي للتصدي لظاهرة الفتاوى المتشددة وفوضى الفتاوى، مشيرًا إلى اهتمام الدولة بتنظيم الفتوى بوضع أعمال المؤتمر تحت رعاية رئيس الجمهورية. وأوضح المفتي أن الدعوة تم توجيهها لمن يشغلون منصب المفتي في جميع بلدان العالم من أوروبا وآسيا وإفريقيا وأستراليا والأمريكيتين، مشيرًا إلى أنه سيتم التنسيق بين المفتين في العالم لإصدار ميثاق شرف للإفتاء. وأكد أن دار الإفتاء المصرية تتبنى وسطية منهجية معتدلة تتصدى للتشدد وتواجه المرجعيات الدينية المتطرفة التي تكتوي بها الأمة الإسلامية، والمؤتمر يأتي كمحاولة لاسترجاع تلك المرجعية لمصر بلد التدين المعتدل، وللتواصل مع الأقليات المسلمة في دول الغرب التي تتجاذبها أفكار متعددة يرصدها مرصد الإفتاء بالدار ويقوم بتفنيدها. وأوضح "علّام"، "أننا في دار الإفتاء نسعى لتفكيك التكفير لنقضي على فكر التفجير؛ لذا فقد استشعرنا الخطر من انتشار الأفكار والفتاوى الشاذة وعليه فقد أخذنا على عاتقنا تصحيحها بشكل علمي دقيق، فأنشأت الدار مرصدًا لرصد الفتاوى الشاذة وتفكيكها من خلال مجموعة من الباحثين المتخصصين يعملون وفق أسس علمية هادئة، وصدر عن هذا المرصد أكثر من 25 تقريرًا حول فكر تلك الجماعات المتطرفة وما تصدره من فتاوى شاذة، بالإضافة إلى صدور ثلاثة أعداد من نشرة "إرهابيون" التي تقدم معالجة لأفكار المتطرفين". وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت، يأتي بالتزامن مع احتفالات دار الإفتاء بمرور 120 عامًا على إنشائها، وأصدرت هيئة البريد طوابع تذكارية بهذه المناسبة. ولفت إلى أنه سيتم خلال المؤتمر عقد ورش عمل وحلقات نقاشية، لإيجاد صيغة مشتركة لمواجهة قضايا التكفير والتشدد، الذي يواجه العالم كله، وليس مصر فقط. ولفت إلى أنه سيجرى عمل متابعة جيدة للتوصيات التي سيخرج بها المؤتمر، حتى يتم تنفيذها بشكل جيّد على أرض الواقع، مشددًا على ضرورة تقديم قراءة جديدة للموروث الفقهي وفق المستجدات لتفويت الفرصة على المتربصين بالتراث، قائلاً: "إننا نفخر به لأنه موروث العقل المسلم". واستعرض المفتي، مجهودات دار الإفتاء في مواجهة الفكر المتطرف على كل المستويات من مطبوعات وإصدارات إلكترونية، مشيرًا إلى أن الدار أوشكت على الانتهاء من موسوعة الفتاوى بالإنجليزية في 5 مجلدات تم ترجمتها إلى العربية. وأضاف أن الدار تعكف حاليًّا على مشروع علمي آخر بإصدار موسوعة تعنى بالرد على الأفكار المتطرفة باسم موسوعة التكفير تصدر قريبًا. وأشار إلى أن عدد رواد الصفحة الرسمية لدار الإفتاء والتي ترد على الفتاوى المتطرفة، يزيد عن مليون و800 ألف مشترك حتى الآن وسط تفاعل كبير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي. وأكد أنهم بصدد إنشاء وحدة للإلحاد والملحدين في دار الإفتاء للتعرف على أفكارهم وتفنيدها لتصحيحها، مضيفًا أن الدار وضعت خطة لكيفية مواجهة مسألة الإلحاد التي لا تعرف لها طريقًا في مصر، مؤكدًا أنه من الصعب أن يغير الشباب دينهم وينتقلون من دين إلى آخر. وأوضح مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء دربت عددًا من المشايخ على كيفية مواجهة الإلحاد على أيدي متخصصين، والذين قابلوا عددًا ممن لديهم تساؤلات وميول إلحادية وبعض الشكوك، وفندوا الكثير من أفكارهم وما زالت الجلسات تجرى حتى الآن.