إصابات وإغماءات.. و«محمود» اضطر لكسر الزجاج إغماءات ومشاجرات وأصوات عالية هنا وهناك، استغاثات دون جدوى، مشهد لا يفارق «محمود عبدالقادر» الذى حاول النجاة من عربة المترو التى ازدحمت بركاب يطرقون زجاج الباب المطل على جراج وجدوا أنفسهم داخله، بعد أن غادر سائق القطار العربة دون أن يخبرهم أو يعود بهم إلى رصيف المحطة، حادثة لم تكن جديدة لدى الشاب العشرينى الذى اضطر فى نهاية المطاف إلى تحطيم الزجاج الأمامى، وهو يردد دعاء: «اللهم أخرجنى سالماً». «محمود» أنهى كل أشغاله ليبدأ رحلة عودته مستقلاً مترو الأنفاق، العربات مزدحمة، ومصادر التهوية منعدمة، أمور باتت لا تشغل باله كثيراً، الأهم هو إنهاء رحلته اليومية سالماً، «ركبت خط الجيزة المتجه إلى شبرا الخيمة، تحرك المترو محطتين فقط، وفجأة توقف عن الحركة، وجدنا نفسنا داخل جراج صيانة والأبواب مغلقة ولا أحد يسمعنا»، 20 دقيقة من المحاولات الفاشلة لسماعه استغاثاتهم، اضطر بعدها «محمود» بمعاونة عدد من الركاب، إلى تحطيم زجاج الباب بواسطة الهواتف المحمولة للقفز خارج العربة والسير على قضبان المترو، «أحد الركاب تعرض للصعق بالكهرباء بعد محاولته فتح مقاوم القضيب، فى حين تعرض مسن للإصابة فى ركبتيه بعد محاولته القفز من فتحة الباب، وباقى العربات كانت مغلقة»، استمر الحال فى هرج ومرج حتى جاء عامل ورشة الصيانة وقاد القطار حتى أقرب محطة، مضيفاً: «الطريف فعلاً بعد خروجنا من العربات بأعجوبة، والعودة للمحطة سمعنا تحذيرات فى الميكروفون الداخلى من ركوب هذا القطار». الحوادث المختلفة التى يتعرض لها ركاب المترو، يمكن تفاديها من خلال وسيلتين موجودتين داخل كل عربة، بحسب المهندس أحمد عبدالهادى، المتحدث باسم هيئة مترو الأنفاق، الذى أوضح أن التعامل مع حالات الطوارئ يتم من خلال «فرامل الخطر الموجودة بجوار كل باب فى عربة المترو، وبإمكانها وقف قطار المترو أتوماتيكيا، والثانية تسمى إذاعة المترو للتحدث مع السائق والاستغاثة به من أى مشكلة داخل العربات أو على القضبان».