بعد تفجير «عسير»: «داعش» يتوعد السعودية بعمليات إرهابية جديدة

التنظيم يختطف 230 مدنياً سورياً بينهم مسيحيون.. وواشنطن تسلم الأكراد أرملة «أبوسياف»
هدد تنظيم «داعش» بتنفيذ عمليات إرهابية جديدة فى قلب العاصمة السعودية «الرياض»، بعد ساعات من العملية الانتحارية التى استهدفت مسجداً لقوات الطوارئ فى منطقة عسير بجنوب غرب المملكة وأسفرت عن استشهاد أكثر من 17 شخصاً.
يذكر أن ما تسمى «ولاية الحجاز»، فرع تنظيم «داعش» بالسعودية، أعلنت مسئوليتها عن تفجير مسجد لقوات الطوارئ فى منطقة عسير بجنوب غرب المملكة. وقال التنظيم، فى بيان، إن شخصاً انتحارياً يدعى «أبوسنان النجدى» فجر حزاماً ناسفاً، كان يرتديه، داخل المسجد، ما أدى لوقوع شهداء ومصابين، وكانت السعودية قد شهدت فى مايو تفجيرين انتحاريين فى مسجدين للشيعة، أعلن «داعش» المسئولية عنهما. وقال أبوإبراهيم المهاجر، أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابى، إن عملية عسير لن تكون الأخيرة، فقريباً ستهتز الرياض بمفخخات من سماهم «المجاهدين»، فالشيعة ليسوا هم فقط المستهدفين من جانب جنود الدولة الإسلامية، وإنما أيضاً قوات الأمن السعودية (بحجة أنهم مرتدون).
وأضاف «المهاجر»، عبر أحد المواقع التكفيرية التابعة للتنظيم: «على جميع الذئاب المنفردة داخل بلاد الحرمين، تصعيد العمليات الجهادية خلال الفترة المقبلة، واستغلال انشغال السعودية بحربها ضد الحوثيين، وتفجيرها من الداخل، الذى يعتبر أكثر أهمية من النفير إلى سوريا والعراق». وبث ما يسمى «إعلام ولاية حمص»، التابع لتنظيم داعش، مقطع فيديو يظهر خلاله عنصر سعودى من التنظيم وهو يعدم عَلَوياً من الجيش السورى ذبحاً، وقال العنصر قبيل إقدامه على إعدام الأسير، إنه يوجه بذلك «رسالة دموية» للشيعة فى السعودية. وتناوب عناصر من التنظيم «جميعهم سعوديون» على الحديث فى الفيديو الذى حمل عنوان «يا بلاد الوحى صبراً»، فى التحريض على قتال الشيعة الذين اعتبروهم «مشركين»، وطلبوا من «أهل جزيرة العرب» منعهم من دخول المسجد الحرام، بل وطردهم من المملكة.
وتوعدوا الشيعة، وقال أحدهم إن تنظيمه «لا يفرق بين مشرك حوثى ولا بين مشرك عراقى ولا نصرانى»، وتوعد بتفجير المزيد من مساجد الشيعة فى السعودية، وتوعد عنصر آخر من التنظيم النظام السعودى ودعا الناس إلى قتاله.
وفى سوريا خطف جهاديو تنظيم «داعش» نحو 230 مدنياً، بينهم 60 مسيحياً على الأقل، بعد استيلائهم على إحدى البلدات فى محافظة «حمص» بوسط سوريا، حسبما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أمس. وقال مدير المرصد رامى عبدالرحمن: «قام داعش بخطف 170 سنياً وأكثر من 60 مسيحياً بتهمة التخابر مع النظام وذلك خلال عملية مداهمة لمدينة القريتين التى استولوا عليها الأربعاء الماضى».
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن أن الولايات المتحدة سلمت السلطات الكردية العراقية، أمس الأول، أرملة قيادى كبير فى تنظيم «داعش» كانت تعتقلها القوات الأمريكية منذ مايو الماضى، وكانت نسرين أسعد إبراهيم المعروفة باسم «أم سياف» زوجة «أبوسياف» الذى قُتل فى هجوم للقوات الأمريكية الخاصة فى سوريا فى مايو الماضى».
وعلى صعيد آخر، انتقد النقيب عمار الواوى، أمين سر الجيش السورى الحر المعارض، الخطة الأمريكية لإنشاء قوة فى سوريا لمقاومة تنظيم «داعش». وقال «الواوى» -فى تصريح خاص لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أمس- إن القوات الأمريكية فشلت فى حمايتهم عندما تعرضوا للهجوم الأسبوع الماضى، موضحاً أن مشروع أمريكا لتدريب قوات المعارضة شديد البطء. وأضاف أن أمريكا تقول إنها مستعدة لتدريب جيش وطنى يتألف من 15 ألف مقاتل ومستعدة لدعم هذا الجيش بالمال والسلاح وتوفير الغطاء الجوى له، معلقاً: «إذا كان تدريب 60 مقاتلاً يستغرق 6 أشهر فإننا نحتاج لعقود حتى يتم تدريب ال15 ألفاً».