بدلتان عسكريتان، وعلم مصر يرفرف بينهما، "قائد" و"طفل"، يقفان على ظهر يخت "المحروسة" خلال الحفل المنتظر، ومن حولهما الطائرات والقطع البحرية في مشهد تاريخي مهيب جذب أنظار العالم. القائد هو رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، والطفل هو مصاب السرطان الذي لا يخلع زيه العسكري طيلة فترة إقامته بمسشتفى "57357". مصافحة الرئيس كانت جل أمنياته، فتحقق له أكثر مما تمنى، ليقف إلى جوار الرئيس في لحظة افتتاح قناة السويس الجديدة، اللحظة التي حضر لأجلها وفود دول وحكومات العالم، وتناقلتها وسائل الإعلام في كل مكان على سطح الأرض. عمرو صلاح، ابن ال9 سنوات، نحيل الجسد، بريء الوجه، رقيق الصوت، ظهر في فيديو قبل أيام يرتدي فيه بدلة عسكرية مموهة، و"الكاب" فوق رأسه، قائلاً إنه يريد أن يلتقي بالرئيس، ويتطوع في الجيش، كلمات بسيطة قالها أثارت عاطفة الجميع، في مقدمتهم الرجل الذي لبي له نداءه في مشهد لم يتوقعه أحد، ليصطحبه إلى جواره على يخت الافتتاح، ويشاركه في حمل علم مصر، ملوحين معاً يميناً ويساراً. "إحنا كلنا مصدقناش نفسنا من الفرحة لما جاتلنا الدعوة من رئاسة الجمهورية لحضور حفل القناة الجديدة، عمر كان طاير من الفرحة وكأنه نسي المرض بتاعه. كان فرحان إنه هيقابل الرئيس، وفي مناسبة عظيمة زي دي"، قالت "أم عمر" التي وصفت هذا الحدث بأنه "أفضل حاجة شوفناها في حياتنا"، وتضيف: "عمر فضل طول الليل قبل الحفلة يستعد ويجهز نفسه وماكنش مصدق غير لما اتحرك تاني يوم، وأسعد لحظة في حياتي لما شوفت ابني على المركب بجوار الرئيس السيسي، الاتنين بنفس البدلة ونفس العلم، حسيت بالفخر من قلبي". السيدة الأربعينية أشادت بمجهودات الرئيس والقوات المسلحة: "ربنا يخليلنا السيسي، ويخلي لينا جيشنا العظيم اللي حامينا وحامي البلد.. وتحيا مصر". مشهد "السيسي" وطفل السرطان، أثار أيضاً اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقات عديدة أشادت بموقف الرئيس واصطحابه للطفل في هذا الحدث التاريخي، "مروة محمد" قالت على صفحتها على موقع "فيسبوك": "تسلم يا ريس، حركة قائد بجد"، فيما اعتبر "محمد إبراهيم" أنها إشارة إلى جميع دول العالم: "الرئيس خد الطفل عمر، ورفعوا سوا علم مصر، على رأس المحروسة.. دي إشارة للعالم: الجيش والشعب إيد واحدة". يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، افتتح المجرى الملاحي الجديد لقناة السويس، عصر اليوم، بحضور عدد من القادة العرب والغربيين والشخصيات العامة، ويهدف المشروع الذي استغرق عاما، لإنشاء تفريعة جديدة موزاية للقناة الحالية بطول 35 كم، إضافة إلى تعميق وتوسيع المجري الملاحي الحالي بطول 72 كم، وبلغت تكلفة المشروع نحو 8.2 مليار دولار.