أهلاً بكم فى استاد السياسة المصرية الذى يلعب فيه الجميع مع الجميع وعلى الجميع. لو سعادتك على يمين الشاشة هتشوف كل حاجة حلوة وجميلة، ولو سعادتك على شمالها هتشوفها زى الزفت، ولو سعادتك فى النص فى الغالب لن ترى شيئاً لأن كل من هو على اليمين أو الشمال سيشتمك ويزقلك بالطوب. ماتش غزة يا جماعة فيه الكثير من المهارات الفردية، واللعب العشوائى، فقد ضربت إسرائيل غزة وقتلت الجعبرى أحد أهم قياديى حماس، وعلى الفور طالبت الجماهير بأكملها بقرار لسحب السفير المصرى فى تل أبيب، فلما حدث هلّل جمهور الحرية والعدالة باعتباره: جون وجون وجون وجون، واعترض الليبراليون ومعارضو مرسى على أساس أن هذا هو نفس ما فعله مبارك فى وقت ما، وأنه ولا حاجة، وأنه استدعاء للتشاور وليس سحباً، بينما صفقت جماهير الوسط واعتبرته (لعبة حلوة)، ودعت لإحراز هدف، والجون بييجى فى ثانية، معتبرة أن الديكتاتور لا يصنعه فقط الدراويش والمبرراتية، لكن قد تصنعه أيضاً معارضة لا ترى أى شىء جيد فيما يفعله، فتكون النتيجة أن يلعب مرسى وحده، على أساس أن هذه المعارضة: كده كده هتشتمه. فى الاستراحة تقابلت الجماهير كلها عند بتاع الفشار، وكانت جماهير الحرية والعدالة تثنى على الهدف الذى لم يحرز بعد، بينما قال لهم المعارضون: إنتو مش قلتم هتقطعوهم فى تل أبيب (تو - زيرو) قبل الحكم، ولّا كنتم بتنخعوا، بينما قال المحايدون إن الحرية والعدالة يجب أن يعرف ويعترف أن (الحنجورى) لن يحل شيئاً أبداً، وأن كلام زمان ثبت أنه لا يصلح إذا أصبحت فى السلطة، كما انتقدت المعارضة لأن مرسى لو حارب أو هدد بالحرب سيحدفه المعارضون (الذين يطالبون بأن يحارب) بالطوب على أساس أنه (بيسمع كلام الإخوان)، وأنه (ورط مصر فى حرب ليست مستعدة لها). نظر الإخوان والمعارضون لمن يحاولون الحياد أو الإنصاف، ثم انهالوا عليهم سباً وشتماً من عينة، أنهم يلعبون على كل الحبال، وأنهم بلا موقف، وأنهم (جايين يبوظوا الماتش)، فكل منهم يراهم مع خصمه إذا انتقده، ولا يراه معه إذا أنصفه وكأنه من حقه وشىء طبيعى، وهكذا حاول الجميع طردهم بعد أن أصابوهم إصابات بالغة، ومن بعيد كانت مصر تتفرج، وتبكى. أما غزة.. فلها الله. عزيزى القارئ.. ما موقفك؟.. إنت مع دول، ولّا مع دول، ولّا مع اللى هيتضربوا؟