وسيط جديد فتح مجالاً واسعًا لأعداد كبيرة من الأشخاص الذين يحلمون بالشهرة والنجومية، سواء كانت لديهم أفكار ومواهب حقيقية، أو لا يملكون سوى حلم التحقيق بأي شكل، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرتها مئات الشركات العالمية هي وسيلة المستقبل والأكثر تأثيرًا في الدعاية والإعلان، والتي مكنت أيضًا أشخاصًا لا يعرفهم سوى عائلاتهم وأصدقائهم المحدودين، وجعلت لهم متابعين بالملايين من جميع أنحاء الوطن العربي. انتشار مقدمي المواهب، وكثرة أعدادهم، والاختلاف النوعي في المضمون المقدم، جعل بعضًا منهم يتلقون تعليقات من رواد "فيس بوك، تويتر، إنستجرام، وغيرها من المواقع"، تمنعهم من الظهور مرة ثانية نظرًا لشبه الإجماع في التعليق على سوء الفكرة والمنتج المقدم، خاصة على صعيد "المنولوجست". الخليل الكوميدي أحمد خليل، شاب عشريني، ابن قرية بلقاس بمحافظة الدقهلية، لديه ثقة كبيرة في ذاته وفيما يقدم، يعرض مجموعة من مقاطع الفيديو على "يوتيوب"، حيث يقدم "المنولوجست" كما يقول، متابعوه ليسوا بأعداد هائلة لكنها في إطار المئات، لكن الذين ينتقدونه يتعدون الملايين، كما يظهر من خلال التعليقات الدائمة على صفحاته. "أصل الضحك في مصر" هو شعار الخليل في المقاطع التي يواظب على عرضها أسبوعيًا، فهو مستعد لتقديم كل نمر الأفراح والحفلات وإحياء "الليالي الملاح"، يجيد عزف البيانو والأورج والمونتاج وهندسة الصوت وإصلاح مكوكات الفضاء المعطوبة، كما يسوِّق لنفسه تاركًا رقم هاتفه في آخر كل فيديو له. وصل عدد متابعي الخليل الكوميدي إلى أكثر من 19 ألف متابع على "فيس بوك" عدد ليس كبيرًا لكنه ظاهرة جديدة في الإصرار على الوجود، رغم تعليقات الملايين على مضمونه وأبرزهم الكاتب الصحفي والسيناريست بلال فضل، والذي نصح في مقال بعدم متابعة "هذا الخليل"، بحسب تعبيره. شروق عبد العزيز صاحبة أشهر تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، ليست بالطريقة النصية لكن بطريقة تسجيل فيديو تروي فيه تعليقها على موضوع سياسية واجتماعية وعاطفية وفنية، حيث تعرف نفسها بكلمات بسيطة على صفحتها الشخصية: "أنا شروق عبدالعزيز إبراهيم - رأي بقوله بكل بساطة وبتلقائية، ناس بتأيد آرائي وناس لا وهو ده النجاح". وصل عدد متابعي شروق إلى 100 ألف شخص، بينهم الكثير من المؤيدين لما تقدمه، وآخرون رافضون، ومؤخرًا طورت إحدى شركات الإنتاج فكرة الفيديوهات المقدمة لها بعمل ثنائي بينها وبين الخليل الكوميدي. آية مصطفى "اصحى هنا الموضة عندنا"، برنامج ساخر ذاع صيته لعام واحد على أكثر تقدير، تقدمه ماكيير سينمائي تدعى آية مصطفى، فتاة عشرينية، تمتلك حسًا فكاهيًا، كما امتلكت صفحة رسمية لها تجاوزت ال2 مليون متابع، ومثل كثير من المشاهير تمتلك جمهورًا مؤيدًا وآخرين معارضين، ويسخفون من ما تقوم به، لكن أثبتت أنه كانت تجربة وانتهت، فبعد شهرتها في 2014، اختفت تمامًا في 2015.