تعانى السوق المصرية للسيارات من نقص المعروض فى بعض الطرازات التى تلقى إقبالاً كبيراً من المواطنين، والتى تباع فى السوق السوداء بأسعار أكثر من ثمنها الرسمى بحوالى 15 و20 ألف جنيه، دون تحرك من أى جهة مسئولة لوقف تلك الظاهرة. ويعلق الوكلاء شماعتهم على خوفهم من الأحداث والظروف التى تمر بها البلاد بعد الثورة وعدم قدرتهم على المخاطرة باستيراد كميات كبيرة تلبى حجم الطلب المتزايد على تلك الطرازات، فى حين يؤكد التجار بيع الموزعين تلك السيارات بأسعار مرتفعة أو تحميلهم بضاعة راكدة أخرى أو سيارات «سوقها واقف»، والمستهلك هو الضحية الوحيدة فى هذا الأمر. وكان من المتوقع أن تحقق السوق المصرية للسيارات معدلاتها الطبيعية فى حالة توافر الطرازات وتلبية حجم الطلب من جانب المستهلكين، وهذا ما أورده تقرير «الأميك» عن ال9 أشهر الماضية، فقد ارتفعت مبيعات سيارات الركوب بنسبة 4% بالمقارنة بالفترة نفسها من عام 2011 والتى بلغت 101٫134 سيارة ركوب بالمقارنة بحوالى 97٫398 سيارة، ولكن من غير المتوقع تراجع مبيعات فئة الأقل من 1000 سى سى بنسبة 6%، وبلغ إجمالى مبيعاتها حوالى 1٫916 سيارة، وتصدرتها سوزوكى ماروتى 71%. وارتفعت مبيعات فئة 1000-1300 سى سى بنسبة 20% وبلغت 6٫121 سيارة، وتقودها السيارة بيكانتو الجديدة بنسبة 31% من مبيعات تلك الفئة وتتبعها اسبيرانزا A113 وهيونداى i10 وبرتون ساجا وشيفروليه سبارك الجديدة وفيات بونتو ولانسر 1300 سى سى وتويوتا أفانزا 1300 سى سى وجاك J3 هاتشباك. وارتفعت أيضاً مبيعات فئة 1300-1500 سى سى بحوالى 25% وحققت 19٫364 وحدة وجاء على قمتها شيفروليه لانوس باستحواذها على 39% من مبيعات تلك الفئة، ثم أفيو 1500 سى سى التى كان نصيبها 33%، وجاء من بعدها كيا ريو، وفولكس فاجن باسات وجولف وجيتا الجديدة، ولكن تراجعت مبيعات 1500-1600 سى سى بنسبة 5% لتقف عند حوالى 61٫885 وحدة فى حين أنها كانت 65٫073 سيارة خلال ال9 أشهر من 2011، ويأتى ذلك نتيجة نقص المعروض من بعض الطرازات فى تلك الفئة التى تلقى إقبالاً كبيراً وتحظى بشعبية كبيرة أيضاً مثل السيارة كيا سبورتارج ونيسان قشقاى وتباع فى السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها. وسيطرت مبيعات الكورى على تلك الفئة بشكل كبير، وجاءت فى المقدمة هيونداى فيرنا ثم الإنترا واكسنت وتبعتهم كيا كارينز. وتراجعت فئة 1600-2000 سى سى بنسبة 59% والتى بلغت 689 وحدة فقط، غير أنها حققت فى نفس الفترة من العام الماضى 1٫688 سيارة٫ وانخفضت أيضاً فئة الأكبر من 2000 سى سى بحوالى 16%، ولكن زادت السيارات الخدمية الأقل من 2000 سى سى بحوالى 50% والخدمية الأكبر من 2000 سى سى ب33%، وقاد مبيعات تلك الفئة السيارة تويوتا فورتشنر التى استحوذت على 27%، ثم جيب شيروكى ورانجلر. الطفرة البسيطة فى مبيعات السوق المصرية للسيارات خلال ال9 أشهر الماضية طبقاً لتقرير «الأميك»، تؤكد قدرة هذه السوق على استعادة عافيتها من جديد للرجوع لمؤشراتها الطبيعية بعد عودة الاستقرار وإقبال المستهلكين على اقتناء سيارة جديدة تلبى احتياجاتهم، وحرص الوكلاء على تقديم طرازات جديدة وتعديل خططهم لتلبية حجم الطلب المتزايد على بعض الطرازات والخروج من الأزمة والدخول فى المنافسة إلى جانب التخلص من المخزون من الموديلات القديمة استعداداً لبداية عام جديد يحمل طموحات كثيرة وآمالاً عريضة فى تحقيق ما تكبدته تلك الشركات من خسائر وتراجع فى المبيعات على مدار عامين متتاليين.