ضاق به الحال، وانتفت عنه كل أسباب الرزق، بعد أن أزالت البلدية «فاترينة» فى ميدان رمسيس كان يسد من ربحها الضئيل جوع أبنائه الخمسة الذين يتخذون من أسفل كوبرى رمسيس مأوى لهم. حاول محمد عبدالعال اللجوء للطرق القانونية المشروعة للحصول على تصريح لإقامة كشك فى المنطقة، لكن روتين المحليات أجهض أحلامه ودفع به إلى اليأس، فاصطحب أبناءه وزوجته إلى قصر الاتحادية، حيث ديوان المظالم، وفى لحظة يأس وانهيار، سكب البنزين على رأسه، وحاول استخدام قداحة لإضرام النار فى نفسه غير عابئ بصرخات وتوسلات أبنائه وزوجته، مما دفع القيادات الأمنية أمام القصر للتدخل فى الوقت الحاسم، ومنعه بالقوة من محاولة الانتحار حرقاً، ودخل أبناؤه فى نوبة بكاء خوفاً على حياة والدهم العائل الوحيد لهم. ويقول عبدالعال: المحافظة أزالت الفاترينة التى كانت توفر سبل الحياة لأبنائى، والمحليات رفضت منحى رخصة كشك على أى رصيف، فضاق بى الحال ولم أجد أمامى سوى الانتحار حتى أنهى حياة الضعف والوهن.