«كنت أنا وواحد صاحبى بالعربية وكان معايا (زلطة رخام) حصلت عليها تذكار من أصحابى بالخارج، وللأسف الشديد كنت وضعتها فى باب العربية، المهم استوقفنا أحد الضباط فى (كمين السلام) وبعد الاطلاع على الرخص سألنا إنتوا منين ورايحين فين وبتشتغلوا إيه؟ فقلت له أنا دكتور بشرى وصاحبى المرافق لى مهندس، فقال الضابط: معاكوا حاجة (مخدرات)، فضحكت قائلاً: لا يا باشا ممعاناش، فقال الضابط: اركن هنفتش!، وبعد التفتيش الدقيق للعربية والتفتيش الذاتى لنا لدرجة أنه قلعنى الجزمة وحسس على الشراب وجد معى فلوس عادية زى كل الناس فسأل فلوس إيه وجايبها منين وهعمل بيها إيه؟! مع العلم أننا أثناء كل ما يجرى نضحك مما يحدث ونجيب عليه بحسن نية، واستغرق الأمر ما يقرب من ربع ساعة، لكن كل اللى فات كوم واللى جاى كوم تانى، حيث قال الضابط: إيه دى؟، أنا: دى زلطة يا باشا!، الضابط: أيوه يعنى إيه دى وبتعمل إيه معاك؟، أنا: زلطة يا باشا كنت واخدها (سوفنير) من ناس أصحابى لما كنت مسافر بالخارج، الضابط: أيوه إيه دى ويعنى إيه (سوفنير) وتاخد زلطة منهم ليه؟، أنا: يعنى تذكار حضرتك عشان لما أقابلهم تانى إن شاء الله، الضابط: أيوه يعنى الزلطة هتعمل إيه لما تقابلهم تانى؟، أنا: عادى يا باشا لما أشوفها بفتكرهم وكده يعنى، وجدت الضابط بدأ يجرى فحصاً للزلطة ويشمها ويفركها ثم قال: طيب، وتركنى وذهب لتفتيش سيارة أخرى، وبعد ربع ساعة لم نتحمل وذهبنا نقول له: يا باشا هو مش خلاص حضرتك ملقتش حاجة.. ممكن نمشى!، الضابط: أيوه بس إيه دى بقى؟!، أنا: يا باشا والله العظيم زلطة!. فتركنا الضابط مرة أخرى وتوجه إلى ترابيزة بجانب من الكمين تحت شجرة يجلس عليها خمسة أشخاص كبار فى السن وجميعهم رتب مختلفة بالداخلية (لواء وعميد وعقيد) ووسط ترقب منا وجدته يتحدث معهم ويعطيهم الزلطة وكل شخص منهم يشاهد الزلطة ويباصيها لمن يجلس بجواره ليشاهدها ويفحصها، وأنا أشاهد الموقف وأحدث نفسى بأنى رحت فى داهية بسبب زلطة، وبعد ذلك أشاروا لنا بالذهاب إليهم وذهبنا لأننا لم يكن أمامنا خيار آخر.. اللواء: إيه دى يا ابنى؟، أنا: دى زلطة يا باشا، اللواء: أيوه بتعمل بيها إيه إنت شغال إيه؟، أنا: دى تذكار يا فندم من ناس أصحابى وأنا دكتور بشرى، اللواء: وجيبتها منين، وإزاى انت دكتور ومش عارف إيه دى؟، أنا: اللى ادهالى كان جابهالى من على البحر، ودى زلطة عادية والله، اللواء: بذمتك الزلط على البحر بيبقى شكله كده!، أنا (ضاحكاً): يا باشا وأنا أعرف منين مفروض يكون عامل إزاى، ثم دى والله العظيم زلطة يا باشا، اللواء: طب هى دى مش شبة؟، أنا: إيه شبة دى يا باشا أنا ماعرفهاش والله!، اللواء: طب أنا لو ولعت فيها مش هيحصل حاجة!، أنا (أشعل الولاعة وأقربها من الزلطة): ولع يا باشا مش هيحصل حاجة، اللواء (بتوتر وجدية): وقف النار إوعى تفرقع فى وشنا، أنا: لا يا باشا مش هتفرقع وأنا جنبك لو فرقعت هموت معاكو، اللواء: طب إنت إيه رأيك فى المؤتمر بتاع السيسى؟!، أنا: زى الفل يا باشا ربنا يوفقه، اللواء للضابط: خلاص سيبهم يمشوا، وأعطانى اللواء الزلطة وتركونا نذهب بعد ساعة من وقت ما دخلنا الكمين، وكنت ممكن أروح فى داهية عشان زلطة». الرواية السابقة تعرض لها أحد المواطنين الشرفاء وكتبها على صفحته بالفيس بوك، ولذلك تواصلت معه للتأكد من صحتها، ووجدتها جديرة بالنشر لأنها ليست مجرد واقعة فردية بل تحمل بواطنها مشكلات كبرى فى العقلية والكيفية التى تدير الجهاز الأمنى فى مصر الآن، وأيضاً كتبتها لعل «البلدوزر» إبراهيم محلب رئيس الوزراء يعلم أن الشرطة التى تتحمل مسئولية فاقت قدرتها وقوتها، وأيضاً تتحمل جزءاً كبيراً من التقصير الأمنى فى حماية النائب العام الراحل «هشام بركات»، ترتعد وتعيش مأساة «زلطة» فى الكمين.