تعتبر المعارك التي خاضها عباس العقاد طوال ال50 عامًا، كانت أهم وأبرز دوافع نجاحه وتأثيره على مستوى كبير في تاريخ الأدب والشعر العربي، وفي حياة العقاد معارك أدبية جعلته يحب القراءة والكتابة. وتمثلت أبرز معارك العقاد مع الرافعي وطه حسين وأمير الشعراء أحمد شوقي. معركة مصطفى الرافعي كانت من أعنف المعارك الأدبية بوجه عام، لأن العقاد كان له شهرته المدوية وتاريخه المعروف في الدفاع عن الرموز الإسلامية، والثقافة الإسلامية الأصيلة، كما كان له في مجال الشعر قصائد ودواوين ومواقف وآراء لا يستهان بها، ودارت المعركة حول فكرة إعجاز القرآن واللغو بين الإنسان والحيوان. معركة طه حسين بدأت معركة العقاد مع طه حسين، من خلال رسالة الغفران، حول فلسفة أبي العلاء المعري، حين كتب العقاد عن الخيال في رسالة الغفران، "إن رسالة الغفران نمط وحدها في آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف في النقد والرواية وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعري إليها، ذلك تقدير حق موجز لرسالة الغفران". واستفزت هذه الكلمة طه حسين، فكتب يقول: "ولكن الذي أخالف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه في فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال حقًا فى رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد"، ثم أصدر بعدها "بواعث الصمت". معركة مع أحمد شوقي معركة العقاد مع أمير الشعراء أحمد شوقي، انطوت على قدر كبير من القسوة حتى أنه يكاد يخلع عنه ليس فقط إمارة الشعر، بل جنسية جمهورية الشعر حين قال في الجزء الأول من كتاب الديوان، "فإذا كانت ثمة أمارة كذابة"، وقِيل في ذلك الوقت أن المعركة بين الثمائي، كانت الخلاف بين العقاد وشوقي، وكان خلافًا بين تيارين وليس بين شخصين، فالتيار الذي شقه العقاد عنيف جارف، لكن شوقي هو رائد مرحلة النهضة الشعرية عبر تركيزه على محوري التجديد والابتكار فهو عميق الشعور بما ينبغي أن يكون عليه الشعر شديد الإيمان لضرورة الانصراف عن أبواب الشعر القديمة. معركة جميل صدقي الزهاوي وُصفت هذه المعركة الادبية بأغرب معارك العقاد، حيث خاضها مع خصم ظل مجهولًا له وللقراء، حتى مات الخصم ومات العقاد، بل والضحية الذي وجه له العقاد سهامه، ظنا منه أن هذا هو خصمه، وما كان بخصمه، لكن موضوع المعركة كان في قضية الشاعر بين الملكة الفلسفية العلمية والملكة الشعرية. معركة الأب أنستاس الكرملي فوجئ العقاد بسلسلة مقالات في مجلة "لغة العرب" تنتقد ديوانًا له، وظن العقاد أن كاتب المقالات التي نشرت من دون اسم هو الأب أنستاس الكرملي صاحب المجلة، وبدأ يهاجمه كعادته إن وقع في خصومة بقسوة وشراسة، حتى أنه اتهمه في عربيته.