"حياة طفلة"، معلقة على مشاجب قوائم انتظار طويلة بين ردهات المستشفيات الحكومية، وسط الآلاف من المرضى ينتظرون العلاج على نفقة الدولة. معروف محمد عبدالحكيم، مواطن بسيط، خاض رحلة علاج طفلته منذ ولادتها، أنفق فيها كل ما يملك، في سبيل عملية لم تعد إجرائها صعبة حين اكتشف أن طفلته مصابة بثقب في القلب، شرط أن تتوافر الإمكانيات المادية والطبية معاً، ما يعجز "معروف" عن تحقيقه. الأب بين شقي الرحي، طفلة لم تتعدى الشهرين، وفي حاجة عاجلة لجراحة، والفقر الذي يهدد حياته وحياة أسرته بعد أن أقدم على بيع أثاث منزله ببورسعيد، وأخرج أولاده الثلاثة من المدرسة نظراً لضيق ذات اليد أن يسددها، "من يوم ما بنتي فاطمة أتولدت، وهما حجزنها في الحضانة، لأنها أتولدت قبل أوانها في السابع، ومولودة بثقب في القلب والدكاترة بيقولوا ليا أن عندها كمان فيروس على صدرها، وكل دي مصاريف فوق دماغي وبعت عفش بيتي كله عشان اقدر اخليها جوه الحضانة في مستشفى ولادة بورسعيد لحد ما اتصرف بس مش عارف اجيب منين فلوس العملية". وأكدت التقارير الطبية، ل"معروف"، صعوبة حالة "فاطمة"، وأنها في حاجة عاجلة لجراحة تصل ثمنها ل120 ألف جنيه، "الدكتور قالي مفيش حل غير في العملية ووجودها جوه الحضانة مجرد أيام وهتعدي، لكن الأهم دلوقتي العملية، وأنا فضلت أدور على مستشفيات حكومية كتير في أكتر من محافظة يقدروا يعملوا لبنتي العملية بثمن أقل وساعتها أوفر الفلوس اللي بدفعها في مدارس العيال وأبيع الشقة، وأعملها ليها بس منفعش، لأن العملية سعرها غالي عليا جداً وفي كل مستشفى أروحها تكلفتها واحدة". العلاج على نفقة الدولة هو الحلم الذي لا يغيب عن "معروف" وأسرته، حتى تعود الابتسامة لهما، فنفقات شراء الأدوية اليومية وسرعة إجراء العملية بات هماً ثقيلاً يجثم على صدر الرجل الأربعيني، "نفسي بنتي تعمل العملية وده مش هيحصل إلا لو الدولة ساعدتني، لأني راجل على قد حالي وكل اللي امتلكه ولا حاجة جمب ثمن علاجها والعملية اللي لازم تعملها.