رسم عدد من السياسيين سيناريو الصدام المحتمل بين الإسلاميين والعسكر، مؤكدين أنه قد يحدث بسبب رغبة الجماعة فى الوصول للسلطة، وهو ما يرفضه المجلس العسكرى، فضلاً عن إمكانية تطور الاشتباك حال خسارة الجماعة مقعد الرئاسة. المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، يتوقع صداماً بين «العسكرى» والإخوان قريباً، بسبب مطالبهم المتزايدة ورغبتهم فى السيطرة على مقاليد الحكم، وهو ما يرفضه المجلس، قائلاً: العسكرى لن يسلم السلطة، إلا إذا اطمأن لرئيس يرتاح له ويضمن له امتيازات معينة فى السلطة. وأوضح الطويل أن الإخوان عندما يشعرون بقوة «العسكرى» وعدم استجابته لما يطالبون به بسهولة سيتراجعون لإيمانهم بقوة الجيش. ويرى الرئيس الشرفى ل«الوفد» أن العلاقة بين الإخوان، باعتبارهم الفئة الأكثر حظاً بين الإسلاميين، والمجلس العسكرى، ليست كما يتصور البعض علاقة فريدة من نوعها أو تتمتع بقدر كبير من المتانة، فالتاريخ يعيد نفسه الآن، مشيراً إلى أنه عندما يأتى أى حاكم جديد يتجه إلى أكبر تيار أو حزب له شعبية لمعاونته، وهو ما حدث فى عهد عبدالناصر والسادات، وبعد ثورة 25 يناير مع المجلس العسكرى. نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، يتوقع أيضاً مصادمات ومشادات بين المجلس العسكرى والإخوان فى المرحلة المقبلة، لوجود شهوة لدى قيادات الإخوان فى الاستيلاء على مواقع السلطة فى أقل وقت ممكن. وأكد زكى أنه لا يوجد دليل أو مؤشر على عدم تسليم المجلس العسكرى للسلطة فى الموعد المقرر، مشيراً إلى أن الإخوان فى المقابل لم تعد لأغلبيتهم قيمة بعد حكم بطلان الجمعية التأسيسية التى ستضع الدستور الجديد، وتشكيلها من خارج البرلمان، وعدم قدرتهم على سحب الثقة من الحكومة، فضلاً عن وجود قضية أمام المحكمة الدستورية تطعن فى شرعية الانتخابات البرلمانية، قد تنتهى بحل البرلمان. الدكتورة رباب المهدى، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قالت إنها لا تتوقع أن يقع صدام بين الإخوان تحديداً و«العسكرى»، إلا إذا سقط مرشح الجماعة فى الانتخابات الرئاسية. وأضافت: «فى هذه الحالة من الممكن أن نتوقع صداماً بين الإخوان والرئيس القادم، لكن قبل أن تنتهى انتخابات الرئاسة لن يكون هناك صدام، لأن الإخوان لديهم أمل فى الفوز بالرئاسة». وتابعت: بشكل عام جماعة الإخوان لها خبرة سابقة فى الصدام مع العسكر عام 1954، وتسعى للتغيير التدريجى وتتجنب الصدام، وهو ما حدث طوال حكم مبارك. وتعتقد رباب أن «العسكرى» فى مأزق هو الآخر، ولا يملك كل أوراق اللعبة، تماماً كما هو الحال مع بقية القوى السياسية.