"أطفال العيلة.. أعملوا هوليله.. ميت ليلة وليلة.. في التليفزيون.. ملكة لملكها بتقول حواديتها.. حكايات حلاوتها زي البون بون.. كان مرة في ولد أجمل أمانيه رحلة في الكون، سندباد".. كلمات ظلت عالقة في الأذهان، رغم مرور ما يزيد عن تسعة أعوام على سماع أطفال جيل التسعينيات لأول مرة، الذين كان يهرعون إلى شاشات القناة الثانية بالتليفزيون، للاستماع إلى حكايات "السندباد البحري". الحكايات الأسطورية للبحار البغدادي في العصر العباسي سندباد الصغير، هي ما جذبت الأطفال في ذلك الوقت، وأمتعت خيالهم الصغير، بداية من ضياعه على الجزيرة، وقصته مع طائر الرخ والحوت الأزرق والحصان الطائر وكهف الهلاك والأقزام والعملاق، وزيارته للكثير من الأماكن السحرية أثناء إبحاره في سواحل إفريقيا الشرقية وجنوب آسيا، التي لاقى فيها الصعاب والأهوال ونجا منها بأعجوبة. يصارع العمالقة، ويتعلق في ذيل طائر ضخم لكي يهرب من وادي الأفاعي الذي يمتلئ بالجواهر واللؤلؤ والمرجان، ويقع على جزيرة بعد أن تغرق سفينته في البحر، ويجد فيها خيولًا تتحدث مثل البشر وتطير في الفضاء مثل الطيور، وفي جزيرة أخرى يخدعه "الجني" لكي يحمله على كتفه إلى أن يسقط ميتًا من التعب، فيخدعه السندباد أيضًا ويُغرقه في النهر.. حكايات تنقل بينها البحار البغدادي في أجزائه الأربعة التي أذيع أولها في عام 1996، ولونتها المذيعة سامية الأتربي بصوتها المميز فكانت الراوي لتلك القصص، وهو ما جعل اسمها يقترن مع السندباد حتى الآن. اختلفت قصص السندباد عن غيرها، وكانت تتم في أسلوب أشبه بالنصائح لتقويم سلوك الأطفال، وإمتاع خيالهم، وزرع المبادئ والأخلاق في نفوسهم، من خلال النقاشات والجدال بين "ماما سامية" والأطفال المحيطين بها والذين أصبحوا نجومًا الآن، ومن بينهم الفنانة شيري عادل، والممثلون الشباب هيثم محمد وكريم الحسيني، ولم يقتصر نجاح المسلسل الكارتوني على ماما سامية فقط، حيث شاركتها في الإبداع المخرجة الدكتورة منى أبوالنصر، التي مزجت بين الرسوم المتحركة والجرافيك بتقنياته المتاحة وقتها من ال2D، بعد أن صممت الشخصيات، فيما كتب السيناريو والحوار يحيي تادرس، والأغاني لبهاء جاهين، ولحنها ووزعها ماجد عرابي، وأدتها مطربة الأوبرا ريهام عبدالحكيم.