حلم راوده من صغره، ترسخ لديه من رؤية أشقائه الاثنين اللذين يعتبرهما قدوة له كونهما ضابطين بوزارة الداخلية، ورغم حصوله على مجموع 94% في الثانوية العامة لم يتجه تفكيره لكلية لأخرى، ليلتحق بإخوته في نضالهما من أجل الوطن وحمايته. علي عبدالصادق عسران هو الضابط الثالث بين أشقائه المكونين من 5 إخوة، أكبرهم الشيخ محمود داعية بالسعودية، وأصغرهم علاء الطالب بكلية الهندسة بقنا، وهو من مواليد 1988، تخرج في كلية الشرطة منذ 5 سنوات، وهو البطل الذي تصدى للعملية الإرهابية التي استهدفت معبد الكرنك بالأقصر يوم الأربعاء الماضي، وأدت شجاعته وبسالته إلى فشل العملية ومقتل اثنين من الإرهابيين، وكرمه وزير الداخلية قائلا له "أنت أنقذت مصر". "الموت هيجي في أي وقت، الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى"، بكلمات مقتضبة تحدث النقيب علي عسران ل"الوطن"، مضيفا "أنا مش بخاف من إرهاب، والشهادة في سبيل الله والوطن أمل كل جندي وضابط شريف في مصر". وأضافت والدة النقيب علي، الحاجة سناء الحساني، مدير عام بشركة البترول بقنا، "أنا كنت في المستشفى مع ابني محمد، كان يقوم بعمل تحليل لإجراء عملية بسيطة، وجاء اتصال لابني من أحد الضباط من أصدقائه، وبدأ يردد "علي كويس، معقولة"، حين سألته وأنا في ذهول، "خير يا محمد رد علي، وقال علي كان ضمن قوة تصدت لإرهابيين في الأقصر". وتصف والدة النقيب عسران حالتها قائلة ل"الوطن"، "كنت قلقة وحاولت الاتصال به عدة مرات، بعد أكثر من ساعة ونصف رد عليا في عجلة قائلا "أنا كويس واطمني، والحمد لله كلنا بخير". وأضافت سناء الحساني "ثاني مرة سمعت صوته في مداخلة أجراها مع الإعلامي وائل الإبراشي، ثم تواصلنا معه نهاية اليوم"، وعن التهديدات الصادرة من الجماعات الإرهابية التي تبنت التفجير بالأقصر، قالت "ولادنا رجالة ولا تؤثرنا فينا هذه التهديدات، وما فعله ابني أشعرني بالأمان أكثر"، مشيرة "أنا رجعت من القاهرة منذ يومين وكنت في زيارة لسيدنا الحسين، ودعيت لكل ولادنا في الجيش والشرطة إن ربنا يحميهم، ويحفظ بلدنا من الإرهاب". واختتمت "أنا فخورة بما قام به ابني علي، وفرحت بتكريم وزير الداخلية له". جدير بالذكر أن علي ليس هو البطل الوحيد من بين أشقائه الذي سبق تكريمه من قبل الدولة، فسبق وتم تكريم شقيقه النقيب محمد، الذي يعمل بقطاع الأمن المركزي، في 2014 لمجهوداته في العمل، كما تم تكريم شقيقه الأصغر أيضا النقيب أحمد في 2013 لكفاءته في العمل.