دخل أطباء مستشفى الأزهر الجامعي بدمياطالجديدة في إضراب عن العمل، اليوم السبت، وأغلقوا أقسام الاستقبال والطوارئ والعظام والنساء والتوليد؛ بسبب قيام عدد من أهالي المرضى بالاعتداء بالضرب والسب على أحد الأطباء بقسم الاستقبال، أمس الجمعة، وكذلك أفراد الأمن. وعلى الفور صَعَّدَ الأطباء قرارهم بالتظاهر أمام مديرية أمن دمياط بعد ظهر اليوم لدقائق معدودة، مطالبين بتعيين أفراد أمن وقوات شرطة لحمايتهم، وبعدها اجتمع مدير أمن دمياط، اللواء سامي فريد الميهي، وحكمدار المديرية بالأطباء المضربين لمعرفة مطالبهم، وكان برفقتهم نقيب الأطباء الدكتور عبده البردويل وعضو مجلس النقابة د. محمد المشد. وبعد اجتماع استمر لساعة رفض مدير أمن دمياط طلبات الأطباء المضربين بتعيين ضابط شرطة لتأمين المستشفى ومعه فردي أمن؛ بحجة أنه لا توجد قوات شرطة كافية بالمحافظة حتى يقوم بتعيين ضابط على كل مستشفى، وهو ما أدى لتذمر الأطباء وإصرارهم على استكمال الإضراب. وترجع أحداث الواقعة إلى أمس الجمعة، حينما قام نحو 50 من أبناء عزبة الملعب التابعة لمركز بلقاس الدقهلية باقتحام مستشفى الأزهر الجامعي في تمام الخامسة مساء، ومعهم ثلاث حالات مصابة بحروق نتيجة انفجار أنابيب بوتجاز بأحد الأفراح ببلقاس. وحاول الأمن السماح بإدخال المصابين واثنين مرافقين فقط وبقاء الباقين في الخارج بسبب عدم قدرة المستشفى على استيعاب هذا العدد، لكنهم اقتحموا قسم الاستقبال وتجمهر ما يزيد على 20 فردا بغرفة الملاحظة الحريمي، وتعدوا بالضرب والإهانة على الطبيب عبدالله أحمد عبدالله وأفراد الأمن. ومن جانبه، قال عبدالله، الطبيب المُعتَدَى عليه، في تصريح خاص ل"الوطن": "عند دخولي القسم فوجئت بعدد هائل متجمهر به، لدرجة أنني وصلت للحالات المصابة بصعودي فوق الأسِرَّة، وطالبت الأهالي بالخروج حتى أتمكن من متابعة الحالات لإسعافهم". وأضاف: "اتهمونا بالتقصير قبل البدء في العمل، وقالوا إن (الحالات بتموت وأنت سايبهم)، وفوجئت بقيام ثلاثة من ذويهم بالتعدي عليَّ بالضرب والسب، لدرجة أنهم قاموا بتمزيق البالطو الخاص بي"، وتابع أن "الأمن حاول إخراج الثلاثة وحدثت مشادات بينهم، ورغم ذلك قمت بإسعاف الحالات المصابة وتحويلهم لمستشفى الأعصر لعدم وجود وحدة حروق بالمستشفى". وأكد أنه رغم تواصله مع الشرطة أمس ومطالبتهم بالحضور، إلا أنهم حضروا بعد حدوث الواقعة بساعتين، وبعدها قرر عميد كلية طب الأزهر إغلاق الاستقبال والطوارئ والنساء والتوليد والعظام لحين تأمين المستشفى، خاصة أنها "ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها للاعتداء". وقال الدكتور عبده البردويل، نقيب الأطباء بدمياط، إن ما يطالب به الأطباء مستحيل التطبيق؛ لأنه يتعين على مديرية الأمن توفير ثلاثة ضباط على مدار ال24 ساعة لتأمين المستشفى، مؤكدا أنهم طالبوا مديرية الأمن بتوفير سيارة شرطة بصفة دائمة أمام المستشفى للتواصل مع الأطباء لتأمينهم وإبلاغ النقابة بصفة مستمرة بأية حالة اعتداء قد تحدث. وشدد الدكتور محمود ميدان، نائب مدير المستشفى، ل"الوطن"، على أنهم لن يفضوا الإضراب إلا بعد التأمين.