كل يوم بيمر فى حياتنا، عقلنا بيكبر معانا، وبنشوف الدنيا وكل حاجه حوالينا بشكل مختلف، على الرغم من أن منظورنا ما تغيرش. مش عايز أرغى كتير، وأفلسف الأمور، لكن الحقيقة أنا لفت نظرى شىء محتاج أتكلم فيه، هو مين فينا عارف إيه مصيره أو مستقبله حتى لو كان مخططله ومدبر حاله 100٪؟ يعنى مثلاً لو حد من حضراتكم رجع بالذاكرة لورا شويتين كده، وحاول يفتكر كان شايف نفسه لما يكبر عايز يكون إيه، حد افتكر؟ فيه اللى كان شايف نفسه هيكون ظابط، وفيه اللى كانت شايفة نفسها دكتورة، تمام، طيب حضراتكم يا أصحاب الأحلام النهاردة، وبعد سنين من الحلم ده، حققتم حلمكم؟ فيه اللى صادف معاه وحظه حلو واتحقق حلمه وفيه اللى مصيره ساقه لمكان تانى ودنيا تانية، وده فى الغالب اللى بيحصل، كلامى مش معناه إحباط الأحلام ولا التسليم للأمر الواقع خصوصاً وأنا ممكن أكون من أكتر البنى آدمين اللى بيكرهوا فكرة الأمر الواقع، لكنى فى نفس الوقت بآمن جداً بقدر الله والنصيب. موقف حصل معى أنا شخصياً حسيته ممكن يكون حصل قدامى عشان أقوله لحضراتكم ونفكر فى حكمة ربنا، خصوصاً أن الموقف بدأ بغلطة، مش حمهّد كتير وهدخل فى الموضوع. رحت شغلى وقعدت مع أحد الزملاء الأعزاء تبادلنا السلامات وقعدنا نتكلم شوية، وفى وسط الكلام بيقوللى دا أنا النهاردة عملت حاجة غريبة عمرى ما عملتها، قاللى رحت أسحب من ماكينة الفلوس 400 جنيه رحت ساحب 4000، حطيت صفر زيادة من غير ما أقصد وعمرى ما عملت كده واستغربت نفسى، قلتله عادى يا عم بتحصل يمكن كنت سرحان ولا حاجة، بدأنا نشتغل ونسينا الموضوع، خصوصاً أنه مش مهم أصلاً، موقف وخلص، وقبل ما نخلص اليوم فجأة جاله تليفون وأول ما رد ملامحه اتغيرت وصوته اتغير وفضل يقول إيه اللى حصل؟ إنت كويس؟ قوللى مكانك فين؟ وتوتره فضل يزيد وفقد أعصابه تماماً، وقرر إنه ينزل فوراً، وبما أنه زميل عزيز نزلت أنا كمان معاه وعرفت من واحد صاحبنا إن اللى كلمه ده قريبه وعمل حادثة على الدائرى، بالعافية قدرت أعرف مكان الحادث ولكن أول ما وصلت كانوا قد تحركوا إلى المستشفى اللى غلبت على ما عرفت مكانها برضه وأول ما وصلت واطمنّا أن الموضوع الحمد لله خير، راح زميلى عشان يدفع الحساب فجأة افتكرت كلامنا الصبح، وموضوع ال400 جنيه اللى بقوا 4000 جنيه وغلطة الصفر الزيادة، ولقيت نفسى فجأة بقوله، عرفت بقة دلوقتى إيه سبب الغلطة بتاعة الصبح وإنت بتسحب الفلوس؟ لو كنت سحبت ال400 اللى كنت عايزهم كان زمانك دلوقتى محتاس وبتدور على ماكينة تانية أو بتكلم حد يجيبلك فلوس فى الوقت المتأخر ده، بصلى، وقال لى فعلاً سبحان الله أنا كنت لسه سرحان مع نفسى فى الموضوع ده. باختصار الموضوع مش موضوع أى حاجة غير إننا لازم نقول الحمد لله ونقول الحمد لله على حاجات كتير قوى فينا وحوالينا ونعم كتير أوى ممكن نكون مش حاسين بيها، لكنها موجودة وأهمها نعمة أن ممكن تبقى إنت حاسب حاجة أو ناوى على حاجة وتبوظ لمجرد أن ربنا سبحانه وتعالى شايفلك وعايزلك الأحسن وبالفعل بيجيبهولك وبينجدك من حاجات إنت أصلاً ما تعرفش إنها جايالك. مش عايز أطول أكتر من كده على حضراتكم، لكن ساعات بحس إن فيه مواقف ربنا بيحطها قدامى زى رسالة وأظن رسالة النهاردة تحمل معانى كتير وأهم رسالة إننا نقول الحمد لله رب العالمين على كل شىء حتى لو كان من وجهة نظرنا فى وقتها غلطة أو حاجة ما لهاش لازمة لأنها طالما حصلت وربنا سبحانه وتعالى قدر إنها تحصلنا يبقى أكيد ليها لازمة وأدينا شفنا (صفر أنقذ حياة إنسان).