أنا : الأكونت بتاعي اتسرق بقاله اسبوع معلش ماكنتش عارف أكلمك أخويا : نعم!! أنا: ايه ياعم هي أول مرة؟ أخويا: أومال أنا حكيت مشاكل البيت عندي كلها لمين امبارح؟ أنا: هاااااااااااااااااااااار اسود بالرغم من ما وفرته لنا التكنولوجيا من وسائل سهلت لنا التواصل الاجتماعي، إلا أنها باعدت بيننا كثيرًا، فلن تعود مرة إلى منزلك لتجد تلك الورقة "حضرنا ولم نجدكم.."، فقد تكاسلنا عن القيام بمثل هذه الزيارات تدريجيًا حتى انقطعت الزيارة إلا في المناسبات، وحل محلها رسالة "فيسبوكية قصيرة فرانكو" مع "ايموشن" ظريف. ظهر الموبايل وبدأ العالم في التحرك بشكل أسرع، كان من الضروري أن يطمئن أفراد العائلة على بعضهم وبسبب ارتفاع أسعار المكالمات، ظهرت لنا جملة "بتفتح عليا ليه، هو في مشكلة"، ولكن هذا الحال لم يطول كثيرًا اذ انتشرت الهواتف وأصبح أحدث وأصغر وأسهل ليستخدمها الجميع، وزادت تطورًا واختلفت طرق التواصل بسرعة أيضا مع ظهور الفيس بوك والواتس، المحادثات السريعة إلا من المتحابين ومن "نفذ رصيدهم". وأصبحنا نحتفظ بالصور والرسائل الشخصية ونتهامس في رسائل شخصية للبوح بأسرار قد تذهب فجأة مع الريح، اذ ان هناك قراصنة يستطيعون بسهولة أن يتسللوا ليستكشفوا صورًا لأسرتك وخلافه. وما لا استطيع تخيله هو كيف تصبح لأطفالنا ذكريات كالتي لدينا كاللعب بالطائرات الورقية والبلي والجري، فلن تجد منهم من يروي لك أنه أقام أسبوعًا كاملًا عند عمه ويستطرد في التفاصيل مثل ما أذكر: "لعبنا بنك الحظ ونزلنا اتمشينا وقعدنا نتفرج على الفيلم وسهرنا للصبح نلعب كوتشينة"، وبذلك سوف يبدل الآباء بعض الإرشادات الأخلاقية مثل " مش عاوزين شقاوة عند الناس، وماتمدش إيدك على حاجة". ليحل محلها "ماتعملش "add" للواد ده، وبلاش تدخل على الصور عند الناس، إياك تعمل لحد "poke" وتجري" ويجب أن نطبع كتابًا للوصايا الفيسبوكية العشر، لتنظيم حياتنا وذكريات أولادنا، الذين سوف نكتب لهم في شهادات الميلاد عما قريب بجانب البيانات المعروفة اسم الأكاونت الخاص به على فيس بوك.