مبادرات صحية كثيرة، وحملات دورية للكشف والتوعية، بدأناها قبل سنوات بعيدة للسيطرة على الزيادة السكانية الكبيرة في مصر، لكن رغم كل الجهود المبذولة، نتفاجأ دائما بأنّ الجهود تذهب سدى، وكأنّنا نحرث في مياه جارية. البيانات الصادرة عن جهاز الإحصاء كشفت عن زيادة عدد سكان مصر 250 ألف نسمة في 72 يوما فقط، ففي أبريل الماضي وصل عدد سكان مصر إلى 106 ملايين و250 ألف نسمة، ما يعني أنّ أي تنمية مصيرها العدم، ما دامت الزيادة السكانية تلتهم كل هذا وأكثر. السؤال هنا، هل الحملات التي ننفذها مجديّة! مبادرات «تنظيم الأسرة» التي تفتّحت عيني عليها وأنا صغيرة، وكان أول عهدي بها صوت الفنان أحمد ماهر وهو يقول «الرجل مش بس بكلمته.. الرجل برعايته لبيته وأسرته»، و«أبطل أحمل أخلف»، وغيرها الكثير وصولا إلى «2 كفاية»، كان شغلها الشاغل توعية المصريين بتنظيم الأسرة، واستخدام الوسائل المتوافرة حسب ما هو مناسب لكل سيدة، لكن كل هذا لم يعد كافيا، فالزيادة مستمرة كوحش كاسر يطرح جهود التنمية أرضا. الآن، أصبح لزاما علينا أن نفكر في حلول أخرى خارج الصندوق، وأن تتضمن المناهج مواد بها «نجاح ورسوب» ومشروعات تخرج تناقش حلول المشكلة المتجذّرة في أصول مصر، أن نبدأ بالصغار لتوعيتهم بأنّ الإنجاب الكثير يعني أزمة كبيرة، وأن طفل أو 2 يكفيان أسرة طامحة في حياة أفضل، كما يجب أن تمتد هذه الجهود إلى المدارس الإفريقية المنتشرة في أماكن عدّة بمصر منها حيّي الدقي في الجيزة والمعادي بالقاهرة، لتخفيض نسب معدلات الإنجاب المرتفعة للغاية بين الأشقاء الوافدين إلى مصر، التعليم حل لكل المشكلات وعلى رأسها الزيادة السكانية، إذا أحسنّا استخدامه.