أعلن الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، أن الفريق الوطني للحفريات، اكتشف موقعًا فريدًا من نوعه داخل منطقة وادي الحيتان، يضم مجموعة كبيرة من الحيتان، بينها حوت من نوع "باسيلوسوروس"، الذي يعد الأكبر من نوعه حتى الآن على مستوى العالم. وأضاف فهمي، أن الحوت المكتشف في الموقع هو الأضخم، حيث يصل طوله إلى 18 مترًا، ويمتاز باكتمال الهيكل العظمي، كما يحتوي على أصغر فقرات كاملة للذيل. وتابع، أنه تم اكتشاف بقايا هيكلية لكائنات بحرية داخل هذا الحوت، وتم التعرف على أنواعها، حيث شملت سرطان البحر وسمكة المنشار، إضافة إلى بقايا حوت صغير افترسه الحوت المكتشف، ما يلقي الضوء على نوعية الغذاء لهذا الحوت، ويعكس طبيعة الحياة البحرية والكائنات الموجودة داخل تلك المنطقة في الحقب الزمنية السحيقة، التي تعود إلى نحو 40 مليون عامًا. وأكد أن الفريق الوطني، عثر على مجموعة هائلة من أسنان أسماك القرش بجوار هذا الهيكل، وتكسوه طبقة رقيقة تغلف بعض أجزاء منه بما يوضح تغذي هذه الأسماك على هذا الحوت، بعد نفوقه، ويعكس الأعداد الهائلة منها، التي تواجدت بكثرة في تلك المنطقة في هذه الفترة الزمنية، ونفقت بجوار الحوت وترسبت عليه. واختار خبراء الحفريات بقطاع حماية الطبيعية، الحوت ليكون "تميمة" متحف وادي الحيتان للحفريات وتغيير المناخ، حيث إن السمات المتفردة لهذا الكشف العالمي تؤهله ليصبح القطعة الرئيسية في المتحف، حيث يفتح آفاق جديدة للبحث العلمي، في مجال الحفريات الفقارية ودراسة سلوك الحيتان القديمة، وطرق تغذيتها وعلاقتها بالكائنات الحية المجاورة لها، ويجيب على تساؤلات حيرت الباحثين عن حياة الحيتان القديمة. يذكر أن اكتشاف وجود الحيتان في الفيوم، بدأ منذ عام 1902 من خلال البعثات الأجنبية إلى عهد قريب، والتي كشفت النقاب عن وجود 7 أنواع من الحيتان، أولها وأكثرها شهرة وأهمية حوت "باسيلوسورس"، جاء اكتشافه بعد حيتان باكستان، التي كانت تعيش على اليابس ولها أطراف تستخدمها في السير، ثم جاء حوت "باسيلوسورس" الأحدث عمرًا، والذي كان يعيش طوال حياته في الماء، ليجد العلماء أنه يحتوي على أطراف خلفية صغيرة ولا يستخدمها في السير، ما يثبت تطور الحيتان وانتقال معيشتها من اليابسة للماء تبعا لتغير المناخ في ذلك الوقت.