انتقد الخبير الاقتصادي العالمي هيرناندو دي سوتو، مؤلف كتاب (رأس المال في القرن الواحد والعشرين) لتوماس بيكيتي، والذي أثار جدلا واسعا في الأوساط الاقتصادية خلال العام الماضي. وقال "دى سوتو"، إن هناك عدة أخطاء نظرية وقع فيها بيكيتي، وعلى رأسها الأرقام التي استند إليها، مشيرًا إلى أنه طبق ميزانيته المحدودة والإحصائيات عديمة المعنى على الفقراء خارج الدول الغربية مثلما فعل الأكاديميين الغربيين، بدلًا من الذهاب إلى الدول الفقيرة وأخذ العينات من هناك. وأوضح أنه اعتمد على أخذ عينات من طبقات المجتمع الأوروبي المختلفة والمؤشرات الإحصائية وبنى عليها نتائجه واستخدمها لرسم استنتاج عالمي ووضع قوانين عالمية، متجاهلًا حقيقة أن نحو 90% من تعداد سكان العالم يعيشون في الدول النامية والاتحاد السوفيتي السابق، حيث ينتج ويحتفظ سكان تلك الدول برأس المال في القطاع الخاص وبعيدًا عن الإحصائيات الرسمية. وأكد دي سوتو، أن "رأس المال الميت" لعب دورًا حاسمًا وإن كان خفيًا ولا يستطيع التحليل المركزي الأوروبي إدراكه في اندلاع الثورات في المنطقة العربية ضاربًا مثال بمصر، التي أظهرت دراسته أن المصريين يمتلكون 360 بليون دولار كتقييم حقيقي للأصول وهو أكثر ثماني مرات من الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر منذ حملة نابليون. وتابع أن بيكتي لديه قلق بشأن حروب المستقبل ويفترض أن تلك الحروب ستأتي في صورة ثورة ضد عدم المساواة في رأس المال، موضحًا أنه ربما لم يلاحظ أن تلك الحروب، بدأت بالفعل بتدخل الأنف الأوروبي في الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية، مؤكدًا أن تلك الثورات لم تكن ضد رأس المال كما ادعت فرضيته ولكن من أجل رأس المال. وقال دي سوتو، قمنا خلال عامين بعمل لقاءات مع نصف عدد ال37 المضحيين بأنفسهم والذين نجوا بحروقهم وعائلاتهم والذين أقبلوا جميعًا على الانتحار بسبب مصادرة رؤوس الأموال القليلة التي يملكونها، لافتًا إلى أن رأس المال ليس أصل المأساة والعنف في الشرق الأوسط، وإنما قلة رأس المال هو الأصل كل شئ.