شن الطيران الحربي التابع للنظام السوري، 15 غارة جوية على الأقل على مدينة تدمر الأثرية وأطرافها في وسط سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم. وقال المرصد في بريد إلكتروني: "نفذ الطيران الحربي منذ صباح اليوم ما لا يقل عن 15 غارة، على أماكن في مدينة تدمر وبالقرب من الحرم الأثري للمدينة"، في محافظة حمص. وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة الخميس على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام تمكن خلالها من السيطرة على مناطق عدة وحقول للغاز في ريف حمص الشرقي. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس "أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الحربي التابع للنظام المدينة بهذا العدد من الغارات الجوية". وأشار إلى أن الغارات التي "تسببت بدمار في المدينة، أوقعت 4 قتلى مدنيين على الأقل وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى خسائر بشرية مؤكدة في صفوف التنظيم بعد استهداف نقاط تجمعهم"، من دون تحديد العدد. ونشرت "تنسيقية الثورة السورية في مدينة تدمر"، والتي يديرها ناشطون معارضون من المدينة، على موقع "فيس بوك" أن الغارات أدت إلى "سقوط العديد من الضحايا وعشرات الجرحى إصابات بعضهم خطيرة". وقالت إنها تمكنت من توثيق مقتل شخصين على الأقل، مشيرة إلى "أشلاء" لم يتم التعرف على هوية أصحابها. وأكد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس إن "العمليات الحربية مستمرة ضد تنظيم داعش بما فيها الغارات الجوية في محيط بلدة السخنة وحقلي الهيل والأرك (للغاز) وحول مدينة تدمر، وفي كل الطرق المؤدية إليها". وسيطر التنظيم قبل وصوله إلى تدمر، على جميع هذه المناطق المجاورة الواقعة في ريف حمص الشرقي. وقال المصدر الأمني: "سنطارد تنظيم داعش إينما وجدوا والطيران يتابع تحركاتهم، وأي تجمع يرصد يتم قصفه". وطالت الغارات وفق المرصد، أنحاء عدة في المدينة، بينها المشفى الوطني وفرع الأمن العسكري ومناطق قريبة من المواقع الأثرية في جنوب غرب المدينة والمعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة. وأعلن المرصد الأحد، أن التنظيم أعدم 217 شخصًا على الأقل بينهم 67 مدنيًا منذ بدء هجومه في 16 مايو على مناطق عدة في ريف حمص الشرقي بينها تدمر. وقال إن لدي تنظيم "الدولة الإسلامية" أكثر من 600 أسير من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمدنيين المتهمين ب"العمالة للنظام". وتحدث الإعلام السوري الرسمي من جهته عن "مجزرة" ارتكبها التنظيم داخل مدينة تدمر راح ضحيتها نحو 400 مدني، معظمهم من الأطفال والنساء.