هل َتخيّل أحدًا منكُم ماذَا سَيحدُث لو أنَ الحروفَ تكلمَت ؟ ماذا سَتقوُل وكيّف ستصِف شعورَها لما يفعلهُ السُفهاءُ بها ليصنعوا منهَا أعمالاً مُخلّة، ثم تصبَح سلعةً تستَهدِف فئة عُمريّة معيّنة، ماذا سيحدُث لوّ قامَت الحربُ بينَ الكُتب المميّزة بحروفِها وكتابها المبدعيِن، والكُتب الفارِغَة المُمتلئة بأبطَال ساقطيِن يتمَرسون العُهر، عندمَا تقع يديِ علَي عملٍ من الأعمَال هذا أول شئ أفكر فيه. أين ما يدعى بِلجنة القراءة التي تسكُن كلَ دار نشر؟، ألم يقرأوا هذا العَفن ؟ تجد العمَل فارغًا من فكِرة ومحتوَي، تجدهُ يمتاز بخدشِ الحيّاء أو بالأصَح بخدشُ الحياة فينا!. بأي حق منحته شرَف الطبع؟، بأي قلب تجرأتَ أن تهينَ الورقَ وتجعله يحتوي هذا العهر والإسفَاف!، من رأيَ الذيِ لا قيمة له أن الأعمَالَ التي تستحِق أن توضَع في المكتبات لتُصبِح سلعة يجب أن تحترِم عقل القارئ وتحترم أخلاقياته ومبادئه البسيطَة التي أكتسبها من المجتمع فقط بعيدًا عن شخصيتة ، قالَ الرافعي: ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلة، وفكر واسع، وملكة تقوى على الابتكار، فكل كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فاقرأه وفي الفترة الأخيرة لم تحقق أي من أحدي الثلاث إلا في أعمال محدودة جدًا كُتابها مازالوا يحترمون أنفسهم فَ أحترموا عقولنا ووهبونا متعة عند القراءة وتلذذ بالكلمات ونقاء وفكر مختلف عند الأنتهاء .! هل أصبحت الكتابة مهنة تُمتهن لأغراض دنيئة؟، أصبح البعض يتخذها ستاراً للأيقاع بتلك الواهمة التي أعجبت بكلمات خطها كاتبها بشكل مغري للمشاعر والقلوب!. عندما ينسدل الستارُ وتسقُط الأقنعة تجد من تحدث عن المبادئ مجوفًا لا يمتلِك منها شيئًا، ومن تحدَث عن الدين والفضيِلة لا يحتوِي علي ذرة فضيلة وكأنه قرر التحوّل لوحش ليصفع ثقتك به ليخبرك أنك ساذجٌ كبير وقعت بين شباكه وأنت تبتسم!. لم يكتف الوسط الثقافي بهذا، بل تجد المشاحنَات والغيرة تضج بين الكتاب لمجرد عدد المتابعيِن وعدد الطبَعات يزداد هنا وينقص هنا فتبدأ حملة الهجوم "نقد هادم " ويشن الهجوم علي هذا الكاتب حتي ينكسر ظهره وينسحب عدد المتابعين أنها الحربُ ولكنها حرب مبتذلة .! اما عن التراس الكتاب فتجد كل كاتب يلتف حوله مجموعه من الشباب مهللين له إن كان يستحق او لا ربما لانه وسيمٌ نوعًا ما أو يمتاز "بالنحنحة". وفجأة تنهال "الريفيوهات"، التي تمتاز بتلك الكلمات " وهمي ، هائل ، رائع ، أنت ازاي كده بجد " ليصبح الجودريدز أكذوبة كبيييييرة جدًا ومقياااس فارغ لأن كل شئ عليه يعتمد علي المجاملات او العداء اذا كنت تحب الكاتب ف أعطه خمسة نجوم وكلمتين رائعين، واذا كنت تكرهه اعطه نجمة واحده وانهال عليّه بالسَب ، ثم نأتي للوهم الكبير وهو "الأكثر مبيعًا "، وعند تصفحة يصبح الأكثر قبحًا ، الأكثر إسفافًا فَتتكاثر اعداد الطبعات وكأنها خلايا سرطانيّة لا تتوقف!.