أول ما اتجوزت حسيت بغربة وخوف فى بيتى الجديد بالرغم من أنى أنا اللى كنت مختارة كل حاجة فيه.. كنت بأبكى مجرد ما أبص لأى كنبة أو كرسى فى البيت لأنى كنت بفتكر إنى وقت ما اشتريتهم كنت لسه وسط بابا وماما.. زعلت جداً لأن الحاجات الخشب اللى ماتهمنيش هى اللى جنبى وإن اللى يهمونى همّا اللى بعدوا.. وقتها فهمت ليه أمى كانت علطول زعلانة.. فهمت ليه أبويا يوم فرحى وهو بيسلمنى لجوزى بكى.. فهمت إنهم كانوا عارفين الحقيقة اللى أنا وقتها كانت فرحة الفستان الأبيض مخليانى مش شايفاها!.. بكيت لما فهمت إن فراقى ليهم مش مؤقت وإنى خلاص علاقتى بيهم بقت تليفون وزيارة ساعتين فى الويك إند! ولو حبيت أبات عندهم لازم أستأذن قبلها من اللى كان غريب عنى! الحقيقة الحياة دى وقتها كانت مش مريحانى خالص.. كنت حاسة إنى عايزة أرجع تانى بنت بابا وماما وجوزى أخرج معاه زى ما كنت فى وقت الخطوبة. ابتديت أقنع نفسى إنى أتعود عالحياة الجديدة، بس لما كنت أدخل أنام فى أوضتى ماكنتش بعرف أنام، لأنها ولا هى أوضتى ولا هو سريرى، حتى ريحة الملاية كانت مخوّفانى، ريحتها كانت غير اللى على سريرى فى بيت أهلى.. كل تفصيلة فى البيت أكدت لى إنى مصابة بحالة «غربة حادة».. كنت علطول خايفة.. ماكنتش بعرف أنام غير لما أبات عند أهلى. بابا وماما، فى كل مرة ببقى بايتة عندكو وماشية خلاص بحس بوجع فى قلبى كأنى طفلة صغيرة فى أول يوم ليها تروح المدرسة.. إحساس بالخوف وبالزعل بيسيطر عليّا طول ما أنا مش وسطكو.. يمكن أكون ببان قصادكو قوية وفراقى ليكو ماهزنيش.. يمكن لما بتتصلوا بيّا بقفّل معاكو فى الكلام بسرعة وأعمل نفسى مشغولة، بس أنا والله بعمل كده لأن صوتى هيفضحنى ويترعش عشان يقول لكم إنى بأبكى ونفسى أرجع وسطكو فبقفل بسرعة. بابا وماما.. والله أنا سيبت نفسى وسطكو.. فارقتنى لما فارقتكو.. وحشنى الأمان اللى كنت حساه معاكو.. أنا فاكرة أيام ما كنت لسه وسطكو، كنت بأنام من غير ما أفكّر يا ترى ترباس الباب مقفول ولا لأ.. دلوقتى لازم أقوم أتاكد أن كل أقفال الباب مقفولة وبرضو ببقى خايفة.. خايفة لأنى بعيدة عن نفسى.. خايفة لأن طبيعى أبقى خايفة لأنى فارقت الأمان.. فارقته لما فارقتكو. بس والله أنا زعلانة منّكو، لما انتو عارفين إن الدنيا بعيد عن حضنكو فيها دموع كتير.. فيها حزن وألم.. سيبتونى ليه أبعد عنكو.. هتقولولى سنّة الحياة! يااااه على الكلمة دى اللى دايماً بتتقال بعد ما حد بتحبه يموت.. يمرض.. تحبى واحد أوى فيسيبك.. وقتها تيجى كلمة معلش هى دى «سنة الحياة» عشان تعرفك إن سنة الحياة إن وجع الفراق يقضى عليك.. وإن مشاعرك تموتك ومايفضلش فيك إلا كام دقة قلب متسابينلك عشان تتألم بذكرياتك.. هى دى سنة الحياة! البنت مننا بتحب بيت أهلها مش عشان هى متدلعة وعايزة تلزق فى أمها.. هى بتحبه عشان مابتلاقيش فى بيت جوزها الأمان والحب اللى بتلاقيهم فى بيت أهلها.. البنت دايماً بتدوّر عالأمان اللى لو لقيته جنبك وفى بيتك، عمرها ما هتسيبك ولا هتسيب بيتك. الحياة بعيد عن حضن أبوك وأمك هتبقى حياة.. حياة بس من غير نفسك.. هتحس إنك علطول خايف.. قلقان.. دموعك قريبة أوى.. هتلاقى نفسك بتعلّى صوتك كتير عشان تدارى ضعفك.. هتحس إنك مالكش مكان كده وتايه ولا مرتاح هنا ولا ينفع تسيب بيتك الجديد، وحتى لما تلاقى نفسك بتضحك هيبقى وشك بس اللى بيضحك لكن قلبك لأ.. قلبك بيدوّر عالأمان.. بيدوّر على نفسك اللى إنت سبتها ويّا أهلك.. وهيفضل قلبك يدوّر على حضن أهلك عشان كان مرتاح أوى لما إنت كنت نفسك.