لم يتبق سوى بعض الأحجار المتراكمة والجدران المهشمة، الدمار طال كل شىء حتى سعف النخيل متناثر هنا وهناك، لم تترك قنابل أنصار بيت المقدس سوى آثار أقدام الملثمين فوق حطام المنزل المدمر الواقع بقرية البرث مشهد ما زال معلقاً بخلد إبراهيم العرجانى، أحد عواقل قبيلة الترابين، ولم يكن المشهد غريباً على رفيق الجلسة البدوية، عبدالمجيد المنيعى، فكان الرجل الذى يعد أحد شيوخ قبيلة السواركة، هدفاً لأول عملية للتنظيم الإرهابى استهدف فيها تفجير منزل للمدنيين خلال عام 2014، بعدما فشلوا فى محاولة اغتياله فى أول أيام عيد الفطر من نفس العام. اجتمع «العرجانى» و«المنيعى» على قلب رجل واحد، رغم اختلاف قبائلهما وأراضيهما، ولكن الخطر الذى يحدق بهم وببقية أهل سيناء، أصبح أقرب إليهم من حبل الوريد، فأخذ «العرجانى» وقبيلة الترابين زمام المبادرة، لمواجهة تنظيم أنصار بيت المقدس، ولم يتاون «المنيعى» عن الإعلان باسم قبيلته الدخول فى اتحاد لقبائل سيناء، لمواجهة التنظيم الشرس. التقت «الوطن» الشيخين، بعد مؤتمر اعلنوا فيه اتحاد القبائل، فى أحد الأماكن التى تتحفظ على ذكره لخطورة الموقف.. وسيط التقى محررى الجريدة، واصطحبهما عبر بعض الطرق حتى الوصول لمكان آمن، يوجد فيه الشيخان ويقع تحت حراسة مشددة، يحميها رجال مدججون بالسلاح، بخلاف ما بداخله من شتى أنواع الأسلحة المتطورة.