شهدت مدن محافظة شمال سيناء، خاصة «العريش والشيخ زويد ورفح الحدودية»، صباح أمس، هدوءا حذرا فى جميع المناطق بالمدينة، مع انتشار محدود لقوات الجيش والشرطة حول بعض الأماكن الحيوية وقسم ثان شرطة العريش، وقسم الشيخ زويد، فيما تباينت الحراسة الأمنية على البنوك، فوجدت قوات كثيفة أمام فرع البنك الأهلى، على عكس بنك الإسكندرية وأفرع البنوك الأخرى التى لم تشهد أى وجود أمنى. وأكد مصدر أمنى ل«الوطن» أن الشيخ عبدالكريم بدوى، القاضى العرفى وكبير عائلة الأغوات، والذى تم اختطافه منذ أيام، تم تحديد مكانه والتعرف على هوية خاطفيه، وسوف يتم إخلاء سبيله من المختطفين خلال الساعات القليلة المقبلة. قال مصدر أمنى إنه تم إقناع أفراد الشرطة بالعودة إلى عملهم، حرصاً على الوضع الأمنى بالمحافظة، وإنهم بدأوا فى الاستجابة بعد توقفهم عن العمل تماماً خلال الأيام الثلاثة الماضية. وفى مدينة رفح، لوحظ غياب أفراد الشرطة بشكل كامل فى شوارع المدينة، فيما رصدت «الوطن» وجود القوات المسلحة المكثف ووصول تعزيزات من مجنزرات ومدرعات الجيش، خاصة فى محيط المناطق الموجودة بها الأنفاق الأرضية المخصصة لتهريب البضائع إلى قطاع غزة. وقام أحد الأكمنة التابعة للقوات المسلحة بملاحقة سيارة محملة بالبضائع المهربة والمتجهة إلى مناطق الأنفاق، وتم ضبط سيارة أخرى محملة بأطنان من الأسمنت كانت فى طريقها إلى التهريب. وقال عدد من العاملين فى الأنفاق إن قوات الجيش شددت من وجودها والإجراءات الأمنية فى محيط الأنفاق والشوارع المؤدية إليها، حيث تقوم بعمل كمائن مفاجئة حتى فى الطرق الجانبية. وأضاف أحدهم أنه بالرغم من هذه الإجراءات المشددة، فإنه يتم تهريب بعض البضائع إلى غزة، لكن بكميات أقل قبل الهجوم الإرهابى على كمين الحرية برفح. فى سياق متصل، واصل عشرات المحتجين من المحكوم عليهم غيابياً، قطع الطريق الموصل بين العريش والمنطقة الصناعية بوسط سيناء عند جبل المغارة، بوضعهم الإطارات المشتعلة والكتل الأسمنتية فى منتصف الطريق، للمطالبة برفع وإسقاط هذه الأحكام، كما وعدهم المسئولون من قبل، على حد قولهم، وأدى ذلك إلى تكدس شاحنات البضائع المتجهة من وإلى المصانع فى الطريق. وقال أحد المهندسين العاملين بمصنع أسمنت قوات المسلحة بوسط سيناء -رفض ذكر اسمه- إن العاملين فى المصنع لا يتمكنون من الوصول بسبب قطع الطريق وإنه تم إبلاغ قوات الجيش، التى دعمت حافلة نقل العاملين بمدرعة لمحاولة العبور، إلا أن المحتجين أطلقوا النار فى الهواء. وأثناء تصويره للوضع الأمنى أمام فرع بنك الإسكندريةبالعريش تحفظ 3 من العاملين بالبنك على مصور «الوطن»، وتم احتجازه داخل البنك، وأخرج المصور بياناته الشخصية للاطلاع عليها من قبل المسئولين بالبنك، ولكن تم توجيه الاتهام بأنه يقصد تصوير البنك لعدم وجود حراسات عليه، وأصر العاملون على استدعاء الشرطة وتم تحرير محضر لكل من المصور ومحرر «الوطن». ورصدت «الوطن» تشديد الإجراءات الأمنية من قبل قوات الجيش فى محيط قسم مدينة الشيخ زويد الحدودية التى تبعد نحو 35 كيلو مترا شرق مدينة العريش، فيما خلت المدينة تماماً من وجود قوات الشرطة، فيما قال عدد من الأهالى إن الشرطة لم تخرج من القسم منذ عودتها، فى الشهور القريبة بعد غيابها عن المدينة لأكثر من عام ونصف العام، بعد انسحابها عقب اندلاع ثورة 25 يناير، التى شهدت احتجاجات عنيفة ومسلحة بين الأهالى والشرطة آنذاك.