قال هشام عوف، وكيل مؤسسى الحزب العلمانى المصرى المتحدث باسمه، إنه لا يوجد حزب فى مصر خالٍ من الملحدين، حتى أحزاب «الوفد، والمصرى الديمقراطى»، والأحزاب الاشتراكية، لافتاً إلى أن الهدف من تأسيس الحزب، هو تأييد الدولة، وتأكيد مفهوم المواطنة، البعيد عن أى تمييز فكرى أو عقائدى أو دينى، فى ظل انتشار الطائفية، والعنف والتطرف الفكرى نتيجة التزاوج بين الدين والسلطة. «عوف» أشار فى حواره مع «الوطن»، إلى رفضه الهوية الإسلامية التى تمسك السلفيون بوضعها فى الدستور الحالى، والتى تفتح الباب للطائفية، كما تتناقض مع المواد الأخرى التى نصت على الحقوق والحريات وعلى رأسها حرية الديانة والاعتقاد، كما أن الدستور الذى منع تأسيس الأحزاب على أساس دينى، لم يحل دون استمرار حزب «النور» التابع للدعوة السلفية، ومشاركته فى الحياة السياسية، مشيراً إلى أن «الحزب العلمانى»، له عدة مطالب وأهداف، على رأسها تحجيم دور الأزهر، الذى تخطى فكرة نشر الدين الإسلامى، إلى الاعتراض على تشكيل الأحزاب وبث البرامج التليفزيونية. وأوضح «عوف»، أن الحزب لا يستهدف الأغلبية فى الوقت الراهن، لكنه يسعى حال تأسيسه لأن يكون حزب أقلية مؤثرة، وسيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة دون الدخول فى تحالفات، لافتاً إلى أن هناك العديد من الشخصيات العامة والمشهورة، تؤيد الحزب، وستشارك فى مكتبه السياسى، كما أن أنصاره فى الخارج كثيرون، ولا مانع فى تلقى تبرعات للحزب من المصريين فى الخارج، خصوصاً أن لهم حق الترشح للبرلمان. ■ فى البداية.. تحدثتم عن إنشاء حزب علمانى قبل عامين، ولكن توقفتم عن الفكرة، فلماذا عاودتم الحديث عنها فى الوقت الراهن؟ - أصبحت هناك رغبة ذاتية لدينا أن يكون هناك حزب يتحدث باسمنا، ويؤسس للعلمانية فى الدولة المصرية، ففى عام 2013 كان البلد غير مستقر، وكان هناك حظر تجوال، والدولة كانت مشغولة بمحاربة الإرهاب، وبالتالى لم تكن هناك مساحة لإنشاء حزب علمانى، لذلك امتثلنا للأمر الواقع وقتها حفاظاً على البلاد، أما فى الفترة الحالية وجدنا ظروفاً عامة فى المنطقة تستدعى وجود الحزب العلمانى، منها الإرهاب فى المنطقة والجماعات المتطرفة والمتشددة مثل تنظيم داعش، وأنصار بيت المقدس، وغيرهما من الجماعات التى تحاربها مصر والدول المحيطة، وهى تنظيمات تستغل الشعارات الإسلامية، كغطاء لها ولإرهابها فى العراق وسوريا واليمن، فتلك الدول سقطت بسبب صراعات طائفية، والتزاوج بين الدين والسلطة، والإرهاب وصل إلى سيناء، والدولة تعانى منه ومستمرة فى حربه حتى الآن. وبخلاف هذا هناك تيار قوى فى العديد من دول المنطقة، يريد لمصر العودة إلى العصور الوسطى واستخدام فقه «ابن تيمية» كفقه دينى، على الرغم من أنه يتبنى أفكاراً غريبة، ويحرم الكيمياء ويحرض على الإرهاب، ويدعو لقتل أهل الذمة والكتاب من المسيحيين، وأنا ضد هذا تماماً، كما أن العلمانية ضد الإرهاب بشكل قاطع، وهذا من أهم الأسباب التى دفعتنا للعمل على تأسيس الحزب. ■ وهل هناك أسباب أخرى؟ - بالطبع، فالسبب الثانى، هو أننا نرى هناك تناقضاً فى الدستور الحالى للدولة، حيث ينص على أنه لا توجد أحزاب دينية، بينما على أرض الواقع نجد أحزاباً دينية تشترك فى العملية السياسية، وعلى رأسها حزب النور التابع للدعوة السلفية، وفى المقابل لم نجد من يتصدى له من الأحزاب السياسية الأخرى، أو من يعترض على وجوده معهم.