رئيس «الوطنية للانتخابات»: مشاركة المصريين في انتخابات «الشيوخ» بالخارج تعكس وعيًا كبيًرا    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الأحد 3-8-2025 بعد صعوده لأعلى مستوياته في أسبوع    ردًا على الدفاع السورية.. قسد تنفي مهاجمة مواقع للجيش وتتهم فصائل تابعة للحكومة بالتصعيد    تقارير إعلامية تفضح نتنياهو والجماعات الإرهابية بشأن غلق مصر معبر رفح (فيديو)    الهلال الأحمر الفلسطيني: استشهاد أحد موظفينا وإصابة ثلاثة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمقرنا في خانيونس    تصاعد التوتر في غزة بعد نشر فيديو الأسرى.. وانقسامات إسرائيلية بشأن استمرار الحرب    غزل ينعى محمد أبو النجا حارس وادي دجلة    ياسمين الخطيب عن سوزي الأردنية: «ضحية أهلها والمجتمع» (صورة)    أحمد كريمة: قائمة المنقولات لإثبات حقوق الزوجة ومرفوض تحويلها لسيف على رقبة الزوج وسجنه (فيديو)    بفائدة تبدأ من 15%.. تفاصيل قروض التعليم بالبنوك وشركات التمويل الاستهلاكي    الأردن يدين حملات التحريض على دوره في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني بغزة    وزيرا خارجية إيران وباكستان يبحثان تعزيز التعاون المشترك حفاظا على استقرار المنطقة    غلق الموقع الإلكتروني للمرحلة الأولى لتنسيق الجامعات    اجتماع طارئ لاتحاد اليد لبحث تداعيات الأزمة الصحية لطارق محروس.. ودراسة البدائل    المقاولون العرب: نطالب رابطة الأندية بتعديل موعد انطلاق مباريات الدورى    «مباراة الإنتاج».. إبراهيم نور الدين يكشف سبب إيقافه لمدة عام عن التحكيم للأهلي    الزمالك يجهز لإعلان صفقة "سوبر" تُسعد الجماهير    مصدر مقرب من محمود حمادة: لا توجد مفاوضات مع بيراميدز    وزير الري: أراضي طرح النهر تتبع الدولة لا الأفراد.. ونعفي المزارعين المتضررين من الإيجار وقت الغمر    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب سيارة فى التجمع    القبض على التيك توكر "شاكر" داخل كافيه شهير في القاهرة    ننشر أسماء المتوفين فى حادث قطار بمركز جرجا فى سوهاج    جينيفر لوبيز تستمتع بأجواء البحر فى شرم الشيخ وسط التفاف معجبيها.. صور    راغب علامة يوجه رسالة محبة وتقدير لمصطفى كامل كنقيب وشاعر وملحن ومطرب    بدرية طلبة تهاجم الشامتين في البلوجرز: «أرزاق ربنا محدش بياخد رزق حد»    وزير قطاع الأعمال العام يختتم زيارته للغربية بجولة تفقدية في "غزل المحلة".. صور    بيراميدز يلتقي أسوان اليوم في ختام استعداداته لانطلاق الدوري    جيش الاحتلال الإسرائيلي: تفعيل صفارات الإنذار في غلاف غزة    مصرع 3 أشخاص وفقدان 4 آخرين إثر عاصفة مطيرة في منتجع شمالي الصين    د.حماد عبدالله يكتب: المدابغ المصرية وإنهيار صناعة "الجلود" !!    رسمياً بدء اختبارات قدرات جامعة الأزهر 2025.. ومؤشرات تنسيق الكليات للبنين و البنات علمي وأدبي    "القومي للمرأة" يهنئ الدكتورة نيفين مسعد لحصولها على جائزة الدولة التقديرية    الوطنية للانتخابات تعلن بدء عمليات فرز الأصوات ب25 مقرًا انتخابيًا في عدة دول    أجواء معتدلة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأحد 3 أغسطس 2025    الجنازة تحولت لفرح.. تصفيق وزغاريد في تشييع جثمان متوفى في قنا    مصرع أب وطفله في حادث تصادم سيارة ملاكي و«سكوتر» بطريق المحلة – كفر الشيخ    بالصور.. رش وتطهير لجان انتخابات مجلس الشيوخ فى جنوب سيناء    الفاصوليا ب 80 جنيهًا.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الأحد 3 أغسطس 2025    معيط: انخفاض الدين الخارجي لمصر وزيادة الاحتياطي الأجنبي مؤشر إيجابي    4 أبراج على موعد مع الحظ اليوم: مجتهدون يشعرون بالثقة ويتمتعون بطاقة إيجابية    9 صور ترصد تكريم إمام عاشور رفقة كتاليا في حفل دير جيست    محامي وفاء عامر يكشف حقيقة مغادرتها البلاد    «زي النهارده».. وفاة الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي 3 أغسطس 1999    "القومي للمرأة" ينعى الفنانة النسّاجة فاطمة عوض من رموز الإبداع النسائي    تعرف على جوائز "دير جيست" والتشكيل الأفضل في الدوري المصري 2025    "الدنيا ولا تستاهل".. رسالة مؤثرة من نجم بيراميدز بعد وفاة بونجا    ما حكم صلاة الصبح في جماعة بعد طلوع الشمس؟.. الإفتاء توضح    مشروب صيفي شهير لكنه خطير على مرضى الكبد الدهني    استشاري يحذر من مخاطر إدمان الأطفال للهواتف المحمولة    تقضي على الأعراض المزعجة.. أفضل المشروبات لعلاج التهابات المثانة    الهند تشير لاستمرار شراء النفط الروسي رغم تهديدات ترامب    فريق طبي بجامعة أسيوط ينجح في إنقاذ حياة طفلة من تشوه خطير بالعمود الفقري    الصحة: إنقاذ حياة طفل تعرض لتهتك وانكشاف لعظام الجمجمة ب الضبعة المركزي    فتح بوابات ترعة الإبراهيمية |وزير الرى: 87% نسبة التنفيذ فى قناطر ديروط الجديدة    وزير الأوقاف يشهد افتتاح دورة «مهارات التحفيظ وأساليب غرس الوطنية»    نفقة ومتعة ومؤخر صداق.. محامٍ يكشف حقوق المرأة في كل نوع من أنواع الطلاق    الصحة: 13.2 مليار جنيه لعلاج 1.8 مليون مواطن على نفقة الدولة خلال 6 أشهر    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظر السلفية الجهادية في رسالة جديدة : إنذار للعلمانيين الأشرار
نشر في محيط يوم 09 - 12 - 2012

أصدر منظر السلفية الجهادية "أحمد عشوش" رسالة جديدة بعنوان "الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار " تحدث فيها عن موقف فصيل من التيار العلماني ، محملا إياهم نتائج ما وصلت إليه الأمور في البلاد الآن.

الرسالة قصيرة لم تتعد " تسع صفحات" من القطع الكبير، نشرتها مؤسسة البيان الإعلامية المتخصصة في نشر رسائل وكتيبات هذه المجموعة، واشتملت علي بعض الرسائل المختصرة للعلمانيين والشباب المحيط بهم.

فيما حملت الرسالة أيضا موقفا من السلفيين والإخوان علي وجه الخصوص ودعتهم لمواصلة الجهاد لإعلاء شريعة الإسلام، محذرة العلمانيين بوصفها "فكما أنكم تقاتلون في سبيل علمانيتكم فقد تفاجئون بشباب الإسلام يقاتلون من أجل الشريعة الإسلامية"، وفيما يلي بعض مما تناولته الرسالة من موضوعات :

قصة العلمانية

يقول "عشوش في رسالته :" فتاريخ العلمانية في بلادنا مليء بالعار والمخازي , وهو سلسلة متصلة الحلقات من الخيانة والعمالة للغرب.

أفلا تذكروا أيها العلمانيون في حزب الوفد مجيء مصطفى النحاس إلى الحكم على الدبابة الإنجليزية ؟

أولا تذكروا أيها العلمانيون صفقة الأسلحة الفاسدة في عام 1948 ؟ تلك الخيانة التي أدت إلى ضياع فلسطين إلى أجل غير مسمى ؟

أولا تذكروا أن شذاذ الآفاق من الصهاينة ابتلعوا فلسطين في ظل حكمكم وتمكنت عصابات يهود من هزيمة ست جيوش عربية علمانية؟

ألم يكن جمال عبد الناصر علمانيا ؟ أليس هو من عذّب وقتل شعب مصر حتى قال أنه يحكم مصر من خلال زر ؟

أليس العلمانيون بقيادة جمال عبد الناصر هم أبطال هزيمة 1956 و 1967 التي راح في آتونها عشرات الآلاف قتلى من شباب مصر , فضلا عن ضياع المقدرات وسرقة الأموال والممتلكات ونهب مقدرات الدولة , فضلا عن الانحلال الأخلاقي والتهتك الاجتماعي , حتى غدت المخابرات في عهد صلاح نصر إلى ماخور كبير يكفي في الإشارة إليه ما كتب عنه من كتابات .

لقد عرفنا في ظل العلمانية دولة المخابرات في عهد عبد الناصر سرقة الأموال باسم التأميم , نهب الثروات باسم المعركة , وما تجار السلاح منا ببعيد ممن أثروا على حساب هذا الشعب المسكين .

ثم جاء السادات فملّك البلد لمجموعة من الرجال الفاسدين فيما عرف بالانفتاح , فتزاوج الثلاثي الشيطاني السلطة والمال والإعلام , وظهر ما عرف باسم "القطط السمان " , فازداد الشعب فقرا وأثرى اللصوص بما لم يبلغه الخيال .

ثم جاء مبارك , فجمع عبد الناصر والسادات باسم العلمانية والديمقراطية , فكان الاعتقال والتعذيب والقتل والسرقة والخراب , وتدمير المصانع , وهدم المؤسسات واختطاف البلد لصالح أبناء حسني "علاء" و "جمال" , وغدا في خدمتهم كثير من العلمانيين وممن يسمون أنفسهم اليوم رموزا للثورة , والثورة منهم براء .

فهؤلاء الذين يدعون رمزية الثورة , ماهم إلا صبيان الأنظمة العلمانية السابقة الفاسدة المستبدة , وبعضهم كان خادما للمشروع الأمريكي في المنطقة ، وبعضهم من بقايا الشيوعية المندثرة , يحاول اليوم أن يبعث الحياة في جثة الاشتراكية العفنة , وهيهات ثم هيهات لأمثال هؤلاء أن يكونوا رموزا لثورة تزيل الظلم , وتؤكد العدل , وتعنى بالقيم وتتسلح بالأمانة والشرف والكرامة .

الموقف من هؤلاء العلمانيين

ثم تحدث "عشوش" بعد ذلك عن الموقف الشرعي بأنهم -أي العلمانيين- فاقدون للشرعية الدينية كافتقادهم للشرعية الجماهيرية , فلا وجود لهم عند الشعب المصري المسلم الأبيّ , فهو يعرفهم وما زال يذكر أدوارهم ويعرف كثيرا من خياناتهم .

ويعرف الشعب المصري أنهم تجار غير شرفاء , يتاجرون بالديمقراطية إذا كانت سببا لوصولهم إلى السلطة والمناصب وتحصيل المكاسب, وينقلبون عليها غوغاء أشرار لا يحتكمون إلا لأهوائهم , فلا ديمقراطية ولا صناديق ولا انتخابات إذا ما ضاعت مكاسبهم وصدمت أهواءهم كما هو الواقع .

وعلى هؤلاء أن يعلموا أن الشعب المصري نضج بما فيه الكفاية , وأنه لن ينخدع برموز نظام حسني مبارك , وإن غيّروا جلودهم وانقلبوا على سيدهم , وليعلموا أن الشعب المسلم في مصر يعرف أن معركتهم مع الإسلام لا على السلطة فحسب , ومن ثمّ سيسقطهم إلى غير رجعة .

الإنذار للاعبين بالنار من العلمانيين الأشرار

ثم أطلقت الرسالة جملة من التحذيرات للعلمانيين :

أولا: كل تحريض ضد الشريعة أو الحث على كراهيتها أو الطعن فيها يعد جريمة ردّة بإجماع علماء المسلمين , يستتاب صاحبها وإلا قُتل , وهذه حقيقة في الإسلام أنصع من شمس النهار.

ثانيا : التآمر على الشريعة لإسقاطها وعزلها وتحكيم القوانين الوضعية سواء كان ذلك بالدعوة أو تسيير المظاهرات أو بأي وسيلة من وسائل التعبير عن الرفض التام للشريعة يُعد جريمة ردّة .

ثالثاً : قتل الشباب المسلم في الطرقات من أجل نصرته للشريعة جريمة تستوجب القصاص وقد تصل إلى حد الردّة .

رابعا : لا تسقط الجريمة بالتقادم في الإسلام , ومن ثم فلابد من محاكمة أركان النظام السابق ممن شاركوا في ارتكاب الجرائم العمدية بقتل الشباب المسلم في السجون والميادين قبل الثورة وبعد الثورة , على أن يحاكموا محاكمة إسلامية علنية عادلة .

رسالة لشباب الإسلام من المخدوعين من السلفيين والإخوان

ثم أطلقت الرسالة أيضا تحذيرات للسلفيين والإخوان ، فكما وقفت موقف المناوئ والمعارض للعلمانية المصرية ، تري ان بعض فصائل التيار الإسلامي خدعوا من العلمانية وأتباعها وجروهم إلي الفساد الفكري الذي يصل بالضرورة للفساد العقدي .

حيث ذكرت الرسالة " أفلا يرى الإخوان والسلفيون أنهم يفتنون في كل عقد أو عقدين مرة أو مرتين بأيدي العلمانيين ؟

ويضيف عشوش " وكان الأولى بالإخوان والسلفيين أن يوقنوا بقول الله عز وجل : (إن الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ .كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) "المجادلة 20-21"

فإن الغلبة بفضل الله وتقديره لرسل الله ولأتباعهم ممن يسيرون على صراطهم ويتمسكون بنهجهم , أولئك الذين قال الله عز وجل فيهم : (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) "المجادلة 22"

وتؤكد الرسالة بأن هذه ليس شماتة في الإخوان والسلفيين بل دعوة للمراجعة فتقول الرسالة "لا نقول هذا شماتة بالإخوان والسلفيين , ولكن بيانا للحق , واستخلاصا للدرس , وهداية للأتباع الذين يتابعون على عماية قادة لا يحفلون بدينهم بقدر ما يحفلون بمناصبهم ومراكزهم السياسية .

ووجه رسالة لهؤلاء الشباب فقال" لا تسمعوا إلى هؤلاء العلمانيين المحركين للفتن , ولا تخرجوا معهم ولا تستجيبوا لخداعهم , فإنهم أعداء دينكم , وخصماء الإسلام , وأولياء الغرب وعيونهم في بلادنا .

عقيدتنا في مواجهة العلمانية

وطرحت الرسالة معني العقيدة كما يرونها فيقول عشوش :" عقيدتنا وعقيدة الشعب المسلم في مصر أن الإسلام عقيدة وشريعة , شريعة مهيمنة وحاكمة على غيرها من الشرائع , وأنه لا شرعية لدستور أو قانون يخالف أحكام الشريعة الإسلامية , فالشريعة والسنة فوق الأمة والدستور" .

ويستكمل فيقول " وهذه حقيقة راسخة لا يمكن تجاوزها , وكل من يتجاوز هذه الحقيقة أو يحاول القفز عليها فإنما هو محارب لله ورسوله , ومن حارب الله حُرب , ومن غالب الله غُلب , فللإسلام رب يحميه , وشعب يجاهد في سبيل الدفاع عنه , فليحذر الذين يخالفون عن أمر الله أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) "النور 63 "

كما حملت الرسالة العلمانيين مسئولية الأحداث الراهنة، فقال عشوش في نهاية الرسالة " كما أنني أحمّل قادة العلمانيين المحركين للفتن كل النتائج التي يمكن أن تترتب على ما يحيكونه من فتنة ومؤامرة , كما أننا نحمّلهم تبعة الدماء التي أريقت , والتي يمكن أن تراق ."

نقد و رؤية

ما قدمته الرسالة يتفق عليه كثير من الإسلاميين نحو الموقف من العلمانية ، كمذهب من حيث الفكر والتكوين والموقف من الدين ، ورغم حدة التناول الذي يقدمه دائما منظر السلفية الجهادية الشيخ احمد عشوش ، لكنه أغفل جزء هام في التناول الفكري للعلمانية في محيطها العربي والإسلامي علي الإطلاق وهو أنواع العلمانية .

فنجده يصنف كل العلمانيين في خندق واحد وهذا خطاء فكري وعقدي في غاية الخطورة فيقول في رسالته " وكل هؤلاء علمانيون أقحاح , فلا خيار في العلمانيين بين علماني وآخر , كما أنه لا خيار في المشركين بين مشرك ومشرك , فلا ولاية بين مسلم وجاهلي , ولا ولاية بين من يريد الشريعة وبين من يعادي الشريعة , لا ولاية لمن يجعل الحكم خالصا لله ومن يجعل الحكم خالصا للبشر ."

والحقيقة أن كبار علماء العقيدة فرقوا بين المذاهب بعضها البعض ، بل ووصل الأمر داخل المذهب العقدي الواحد فنري تفريق بين الشيعة الأثيني عشرية والزيدية في كتابات الشهرستاني وابن حزم حول الفرق بين الفرق ، هذا علي سبيل المثال .

بل إن النبي صلي الله عليه وسلم فرق بين المشركين بعضهم البعض وقال عن عمه أبو طالب " أقل الناس عذابا يوم القيامة"، وفي معركة بدر قال النبي صلي الله عليه وسلم" لو أن المطعم ابن عدي كان حيا ثم سألني هذه الرؤوس النتنة لوهبته إياها "، وكان المطعم مشركاً.

"ليسوا سواء"

"ليسوا سواء"، هذه هي القاعدة الإسلامية بل تحدث المولي عز وجل عن أهل الكتاب فقال " منهم أمة قائمة يتلون آيات الله " وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة ، أما ماعدا ذلك ففيه نظر ، و الذي يجعل الإيمان شيئا واحدا ويجعل الكفر شيئا واحدا، كمن يضع البيض كله في سلة واحدة ، ويقع في مخالف للمنهج الأصيل لفكر الإسلامي القويم ، فمن المفكرين من يقول بالعلمانية الجزئية كالمسيري مثلا و الطيب اردوغان رئيس وزراء تركيا .

والحقيقة، يجب التفريق بين العلمانيين واتجاهاتهم ومواقفهم فلا ينبغي وضع أيمن نور مع البردعي ، ونوال السعدوي مع جميلة إسماعيل وكمال ابو المجد مع حمدين صباحي لأننا بذلك نقيم الأمور تقيما فيه غبن للمواقف والآراء .

وعلي سبيل المثال يقسم د عبد الوهاب المسيري العلمانية إلي :

العلمانية الجزئية:

هي رؤية جزئية للواقع لا تتعامل مع الأبعاد الكلية والمعرفية، ومن ثم لا تتسم بالشمول، وتذهب هذه الرؤية إلى وجوب فصل الدين عن عالم السياسة، وربما الاقتصاد وهو ما يُعبر عنه بعبارة "فصل الدين عن الدولة"، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلزم الصمت حيال المجالات الأخرى من الحياة، ولا تنكر وجود مطلقات أو كليات أخلاقية أو وجود ميتافيزيقا وما ورائيات، ويمكن تسميتها "العلمانية الأخلاقية" أو "العلمانية الإنسانية".

العلمانية الشاملة:

رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيات بكل مجالات الحياة، ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للأخلاق وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي،ويطلق عليها أيضاً "العلمانية الطبيعية المادية"(نسبة للمادة و الطبيعة). ويعتبر الفرق بين ما يطلق عليه "العلمانية الجزئية" وما يسمى "العلمانية الشاملة" هو الفرق بين مراحل تاريخية لنفس الرؤية، حيث اتسمت العلمانية بمحدوديتها وانحصارها في المجالين الاقتصادي والسياسي حين كانت هناك بقايا قيم مسيحية إنسانية، ومع التغلغل الشديد للدولة ومؤسساتها في الحياة اليومية للفرد انفردت الدولة العلمانية بتشكيل رؤية شاملة لحياة الإنسان بعيدة عن الغيبيات ، واعتبر بعض الباحثين "العلمانية الشاملة" هي تجلي لما يطلق عليه "هيمنة الدولة على الدين".

ابن تيمية والآخر

كما أن هناك عملا فكريا رائعا أعده الداعية الشاب عائض الدوسري وقدمه المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة بعنوان "ابن تيمية والآخر" يجب أن يراجعه كاتب هذه الرسالة بشكل جدي ليتعرف كيف تعامل العلامة ابن تيمية مع مخالفيه حتي من الكفار فيقول ابن تيمية علي سبيل المثال (هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني، فإنه وإن تعدى حدود الله فيَّ بتكفير، أو تفسيق، أو افتراء، أو عصبية جاهلية؛ فأنا لا أتعدى حدود الله فيه، بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل، وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكماً فيما اختلفوا فيه).

أما النقد الثاني، وهو عن عرض تاريخ العلمانية في مصر بهذه الطريقة المتعجلة في رسالة بدون توثيق الأحداث فهذا يعمل علي الإخلال بالمضمون ، فهذه ليست خطبة جمعة أو درس في ميدان الثورة يجلس الشيخ وإتباعه من المؤيدين المتحمسين المعجبين به وينصرفون بدون إعمال العقل وإطلاق الذهن، فقط يتحمسون ويوافقون .

هذا حكم تاريخي ثم شرعي علي العلمانية المصرية لابد وان يكون موثقا بالأدلة التاريخية والمنطقية السليمة من علماء التاريخ الثقات ، وأقول الموثوق بهم في هذا المجال وليس غيرهم من المؤرخين الإسلاميين المتحيزين بشكل عام ، مع العلم أن كثير من الأحداث التي ساقتها الرسالة صحيحة ولكن أدلتها التفصيلية منقوصة ، فيجب أن توضح في سياقاتها حتي لا يتهم هؤلاء بأنهم يتحدثون مع أنفسهم .

و في النهاية نترك الحكم للقارئ الكريم فقد نقدم هذه الرسالة ليتعرف الرأي العام علي فكر وثقافة هذا الفصيل من الإسلاميين الهام والمتواجد علي الساحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.