تستمر أعمال الترميم بكلية التربية جامعة عين شمس، منذ أكتوبر 2011م وحتى أكتوبر 2012م، والتي من المقرر أن تأخذ نفس المدة أو أكثر حتى تنتهي، وتستهدف عملية الترميم إعادة هيكلة البنية التحتية للكلية، وإصلاح الكثير من الأماكن والمباني المتهالكة، وتوفير بعض الخدمات التي لم تكن متوافرة من قبل. وبدت انعكاسات هذه العملية على كل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس متشابهة إلى حد كبير؛ إذ ينظرون إليها وكأنها سلاح ذو حدين، حيث تباينت آراءهم من أنهم ساخطين على الوضع الحالي المشوه وتناثر آثار هذا الهدم والإحلال، الذي يعوقهم أثناء الحركة داخل المباني، وفي نفس الوقت أعربوا عن تقديرهم لمجرد تفكير الإدارة في إجراء هذه الأعمال التي غفلتها الإدارات السابقة، وعن أملهم في أن يروا كليتهم بصورة أفضل. قالت الطالبة هدير سيد، طالبة بقسم الكمياء، "مفيش مكان لينا في الجدول من بداية العام الدراسي"، موضحة أن محاضرات مادة الفيزياء يحضرونها في مكتب الأستاذ الخاص بها، ومحاضرات الكمياء يحضرونها في مبنى قسم اللغة الإنجليزية، وأنهم يعانوا الضوضاء. قالت الطالبة شيماء عبد الجواد، هناك تأخير كبير في إنجاز هذه الأعمال، معبرة عن استيائها من ترميم المباني أثناء فترة الدراسة، مستنكرة تواجد المخلفات الناتجة عنها دون إزالتها، وأوضحت أنها تضم قطع من الزجاج، وبعض المواد التي تبعث إليهم الروائح الكريهة. صرح الدكتور مصطفى إسماعيل رئيس قسم الكمياء، بأن تجديد البنية التحتية لقسم الكمياء بوجه خاص والكلية بوجه عام أمر جيد في حد ذاته، لأن مباني الكلية باتت متهالكة ومتآكلة، ولم تجرؤ إدارات سابقة على ترميمها بسبب عجز الميزانية، والآن تشرع الكلية في تطوير 80% من بنيتها، وعن قسم الكمياء جارٍ تطوير 4 معامل، ومن المقرر تخصيص بعض الغرف للمعيدين في المبنى الذي يتم إنشاؤه، لأنه للأسف لا يوجد مكان لهم الآن، وأوضح أنه كان من المفترض الانتهاء من العمل بمبنى قسم الكمياء من فترة طويلة، لكن الروتين والتأخير في سداد شيكات المقاولين هو سبب التأخير، لكن نتوقع أن ينتهي العمل بالقسم خلال إجازة نصف العام. قال الدكتور هاني محمد حسن، مدرس بقسم الكمياء: "شاهدت المعامل الي يتم إنشاؤها الآن وأتوقع أنها لن تصل إلى وضع مناسب وسوف تكون مكدسة بالدواليب وليس بها مساحات كافية للممرات"، وأبدى اعتراضه على إجراء عمليات الترميم أثناء العام الدراسي، وكان لابد قبل بدايتها توفير أماكن للطلاب والمعيدين، وأن أكثر شيء يراه سلبيا هو اختيار التوقيت، وأنها لا تستحق كل هذا الوقت، كما أوضح خطورة ترك مخلفات هذه الأعمال، وذكر أنها تسببت في إعاقة إحدى الأساتذة، ما أدى إلى كسر ساقها. وأوضحت الدكتورة ليلى إبراهيم، أستاذ مساعد بقسم الكمياء، أن هناك عددا من السلبيات الواضحة لهذه الأعمال وإيجابياتها لم تظهر بعد، بداية من عدم توفير حجرات للمعيدين على سبيل المثال، ويرجع ذلك إلى أن سعة الغرفة لا تكفي للمعيدين، وحتى المعامل لا يجدوا لهم مكانا بها، لأن الترميم قد شملها، وقالت "إننا مضطرون للعمل تحت أي ظرف، ونؤدي المحاضرات في المعامل رغم هذا الوضع، لذلك هناك ارتباك في الجدول وضغط قوي على المباني الأخرى، التي لا تُجرى بها عمليات الإصلاح، ولا نعلم حتى الآن متى ستنتهي هذه الأعمال". من جانبه، قال الدكتور "سلامة العطار" وكيل الكلية لشؤون البيئة والمجتمع، الذي حدثنا عن خطة الكلية في إعادة هيكلة البنية التحتية لها، قائلا "هناك الكثير من الأعمال في طريقها للإنجاز وهي، إعادة هيكلة 8 قاعات بصورة كاملة، وإعادة هيكلة مدرج يتم فيه توفير التكييف وشاشة عرض بمبنى قسم الكمياء ومدرج آخر على نفس النحو بمبنى قسم الفيزياء، فضلا عن إنشاء حديقة جديدة، وتجديد للحدائق الأخرى في إطار توسيع المناطق الخضراء، وتوفير إضاءة حديثة في أرجاء الكلية". وأضاف "العطار"، جارٍ إعادة طلاء المباني التي لم يتم طلاؤها منذ الستينيات، إضافة إلى إعادة تطوير معامل الكمياء والفيزياء، وفي الطريق لإنشاء طابق جديد يضم 8 قاعات دراسية، ومن المقرر إنشاء مبنى يضم 18 قاعة محاضرات، كما أن الكلية تسعى الآن لإعادة تأهيل المسرح ومدخل الكلية والمكتبة وحديقة النباتات، وسوف يتم إقامة منفذ لبيع المأكولات والمشروبات السريعة للطلاب. واستكمل: "ما تم تنفيذه بالفعل هو إنشاء معمل للغات مزود بالمتطلبات وإنشاء حجرات للكنترول، إضافة إلى تأهيل كافة دورات المياة بكل مباني الكلية، وتمت إقامة حجرة للوافدين مرفق بها استراحة، فضلا عن إقامة مقر جديد لمجلة الكلية، بينما قال إن سبب التأخير في إنجاز جميع الأهداف هو عدم توافر العمالة المتخصصة، وليست الإمكانات.