أشعلت وثيقة تعديل المسودة شبه النهائية للدستور، الجلسة العامة للجمعية التأسيسية اليوم، حيث شهدت مواجهة ساخنة بين عمرو موسى والبلتاجي وبعض ممثلي التيار السلفي، على خلفية إعلان موسى رفض أكثر من ثلث أعضاء الجمعية لمواد الدستور، وهو ما رفضه الدكتور محمد البلتاجى مقرر لجنة المقترحات والحوار قائلا "إن هذا غير مقبول بالمرة، ومحاولات تشويه عمل الجمعية لا يمكن السكوت عليها بعد اليوم، واللى عايز يحرق البلد ويعطلها لن نسمح له". كما شهدت الجلسة العامة جدلاً كبيراً ومشادات بين بعض الأعضاء بسبب اقتراح تشكيل لجنة صياغة جديدة مصغرة، تعمل على حسم الصياغة النهائية لمواد مشروع الدستور الجديد، قبل عرضها للتصويت على الجلسة العامة للتأسيسية، وثارت انتقادات عديدة من الأعضاء الذين اعتبروا قرار تشكيل لجنة جديدة للصياغة "تجنياً" على اللجنة الحالية التى يرأسها د. محمد محسوب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية. وعلمت "الوطن" أن الأسماء المرشحة للصياغة النهائية للدستور هي: المستشار حسام الغرياني، والدكتور معبد الجارحي، والدكتور حسين حامد حسان، والدكتور عاطف البنا. وقال عمرو موسى ل"الوطن"، إن الوثيقة "تستهدف إجراء تعديلات على عدد من المواد"، وأنه سعى لحصول توقيعات من كل القوى الممثلة في الجمعية، مشيرا إلى أن هناك كثير من القوى "ترى أن الدستور يجب أن يكون وثيقة محترمة". وتحدث موسى في بداية الجلسة قائلا "إن ثلث الأعضاء تقدموا بطلب تعديل المسودات فيما عدا المتوافق عليها، وهناك وثيقة موقعون عليها"، وأضاف موسى أن "لجنة الصياغة في تشكيلها الأول سيطر عليها توجه ما، ونريد أن تراجع المسودات، ومع كل الاحترام للجنة لكنهم مجموعة لهم مواقفهم ويراجعون الدستور من منطلقاتهم أو من توجهاتهم ومن حيث يقفون، ومن الضروري أن تكون هناك كل الاتجاهات في لجنة الصياغة المصغرة". وهنا رد المستشار الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية "إن لجنة الصياغة التي ستصيغ المسودة الأخيرة يجب أن تكون من عدد قليل وخبير، ولها صبغة فنية، وكلما زاد عدد أعضاء اللجنة كان المنتج أقل جودة". وإكد المهندس أبو العلا ماضي وكيل الجمعية أن مهمة لجنة الصياغة "لم تكن فقط ضبط الصياغة، فاللجنة قامت بمهمة جليلة وجهد كبير، وليس من العدل أن يهاجمها بعض الأعضاء لأسباب خاصة، يكفي ما تتعرض له من التدليس والادعاء بالباطل في وسائل الإعلام". وحدثت مشادة بين المستشار الغرياني وأحد الأعضاء، حين اعترض العضو أحمد دياب ممثل حزب الحرية والعدالة بالجمعية على ترتيب إعطاء الكلمة، وانفعل الغرياني قائلا "أنا لا أعرف الإدارة الجماعية، وأنا من يدير الجلسة، وإذا كان ذلك لا يعجبكم أنزل للجلوس معكم، ولن أغضب وأنصرف". وتحدثت د. منار الشوربجي عضو لجنة الصياغة، معبرة عن استيائها من جلسة أمس التى قررت تشكيل لجنة صياغة جديدة، وقالت إن هذا الاقتراح "لا يعبر عن جميع الأعضاء، لأن لجنة الصياغة بها قامات نعتز بها، كما أن هذه اللجنة وأعضاءها تحملوا الكثير من الإهانات". وقالت الشوربجي "إن أي تقييد للحريات هو بداية الطريق إلى الاستبداد الذي عانينا منه كثيراً فى العهد السابق، والإخوان هم المسؤولون عن الفشل الوطني فى تحقيق التوافق"، وحملت القوى السياسية جميعها مسؤولية عدم تحقيق التوافق حتى هذه اللحظة، وقالت "إنها كانت مسؤولية القوى السياسية منذ وجودها فى ميدان التحرير، عندما توحدت الرؤى والمطالب، وهو ما لم تستغله هذه القوى التى تفرغت واهتمت فقط بالاستقطاب السياسي"، على حد قولها، وأضافت "كل القوى بلا استثناء تتحمل هذه المسؤولية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة".