كان منهمكاً فى العمل، عندما دخل عليه شاب من ذوى الاحتياجات الخاصة، وطلب منه تصنيع حذاء له يناسب حالته، ترك «عصام البرهامى» كل ما معه وبدأ فى تصنيع الحذاء بعد أن أخذ مقاسات قدمى الشاب المعاق، بعد يومين جاءه الشاب ليتسلم الحذاء لكنه لم يكن معه ما يكفى ثمنه، سكت للحظة ثم قال: «مكنتش أعرف إن تمنه هيكون بالسعر ده.. بس أنا محتاجه ضرورى»، ليرد عليه صانع أحذية ذوى الاحتياجات الخاصة: «خده ومش عايز فلوس خالص». هكذا تعلم «البرهامى» من والده مراعاة ظروف الناس والإحساس بهم، لذا يفصل أحياناً أحذية لذوى الاحتياجات الخاصة دون أن يحصل على مقابل، داخل دكانه الصغير فى حارة الكفاروة بعابدين، يواصل «البرهامى» عمله الذى ورثه عن والده: «أنا كنت بقف مع أبويا من صغرى، اتعلمت منه لو اتفقت مع زبون على سعر ولقيت المنتج غالى، ماغليش عليه وأظل على اتفاقى معه، ولو الزبون هياخد جزمة رخيصة أو ببلاش، ماقللش من جودة المنتج»، مؤكداً أن حالات كثيرة تقصده من أجل تصنيع أحذية تناسبهم. «نحن لا نستعمل المنتج الأمريكى»، عبارة بالخط العريض علقها «البرهامى»، على باب الدكان، يفخر بأن منتجه مصرى 100%: «لازم أعرف الناس إن فيه حاجة مصرى من الألف للياء، إحنا اللى بنصنعها، بنجيب الجلد الطبيعى من المدبغة، ونعمل الوش والنعل وكله، أساساً الصناعات الإيطالية والأمريكية معمولة من الجلد المصرى اللى بيستوردوه من هنا». اعتاد «البرهامى» أن يعمل وهو يشاهد فيلماً عربياً، أبيض وأسود، أحياناً ينسى الفيلم ويندمج فى عمله، وأحياناً يترك ما فى يده للمشاهدة: «أنا اتعلمت من الأفلام العربى القديمة القيم والأخلاق الحميدة، واتعلمت من مهنتى إنى أقدر الإنسان العيان، الموضوع مش شغل بس»، مؤكداً أنه اتخذ قراراً بألا يعلم ابنه المهنة نفسها لأنها متعبة وتحتاج إلى مجهود شديد.