فوانيس من النحاس تعكس إبداع وفن العصر الفاطمي، وأخرى تحف و"أنتيكات" تعكس روعة العصر الفرعوني وآثاره وتاريخه على مدار عصور 12 أسرة فرعونية، وغيرها من المنتجات التي تعكس التراث والفن المصري، المنتشرة في الحسين وخان الخليلي وغيرها. كان قد قرر منير فخرى عبد النور، وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بوقف استيراد السلع والمنتجات ذات الطابع الفني الشعبي (الفلكلور الوطني) والنماذج الأثرية لمصر بهدف الحفاظ علي التراث والفن الشعبي وحماية حقوق الملكية الفكرية للمصريين من التعديات والتقليد. عماد طه، صاحب أحد محال بيع المنتجات المصنوعة من النحاس كالفوانيس في الحسين، يعمل في تلك المهنة منذ 44 عامًا، ويرى أن قرار وزير الصناعة في صالح السوق المصرية، يقول بابتسامة تغمر ملامح وجهه، "يا ريت فعلًا الحكومة تطبق القرار، هينقذ المنتج المصري، اللي على وشك الضياع بسبب غزو المنتج الصيني للسوق". ويضيف مشيرًا لأحد الفوانيس المصنوعة من النحاس وإنتاج الصيني، المعلقة أمام المحل الذي يقابله: "ده فانوس صيني اللي متعلق في المحل اللي قدامنا، تمنه ربع تمن الفانوس المصري، وتلاقي الزبون يروح يشتري الصيني، مش أي زبون بيقدر قيمة المنتج المصري". هناك فرق بين المنتج المصري والصيني ليس في الأسعار فقط، وإنما أيضًا في جودة التصنيع، يوضح طه، بنبرة يغلب عليها الفخر، قائلًا: "المنتج المصري هتلاقيه فيه جودة وهاند ميد، ومصنوع من النحاس الأصلي، إنما المنتج الصيني معدن، بس اللي بيخلي الزبون يشتريه (الفينيش) بتاعه مضبوط ونفس شكل المنتج المصري، وكمان ربع التمن". منع استيراد المنتجات الصينية لن تؤثر إيجابيًا فقط على التجار، وإنما أيضًا "الصنايعية"، كما يرى طه، يقول: "الصنايعي المصري مات بمعنى الكلمة بسبب المنتج الصيني، مبقاش بيشتغل زي الأول، ده غير إن بعد الثورة والحال اتدهور بقى التجار بيشتروا الصيني علشان أرخص لهم، ويمشوا حالهم". يشير لمنتجات محله التي يتفاخر أنها مصرية خالصة، وأنه لا يبيع أي منتج صيني، قائلًا: "واحد صيني دخل عليه من شوية، وقال يعني عاوز يتصور في المحل وأنا رفضت علشان مياخدش شغلنا ويصنعوه بره، لقيته جاي بعد شوية عاوز يشتري فانوس وصواني نحاس، علشان يصنعها عندهم"، ويضيف: "أتمنى تنفيذ القرار السوق المصري هترجع له روحه من تاني، سواء الصنايعي أو البياع أو المادة الخام". على بعد عدة أمتار من محل طه، يوجد محل حسين فواز، صاحب محل بيع آثار وتحف فرعونية، يعمل في تلك المهنة منذ أن انتهى من مرحلة الثانوية العامة، أي ما يقرب من 18 عامًا، قرر ألا يستكمل تعليمه وأن يدخل في مجال التجارة مع أخيه، بوجه ممتعض، وملامح يبدو عليها الغضب من قرار وزير الصناعة، يقول: "مينفعش القرار ده يطبق، معندناش أساسًا إمكانيات تخلينا نقدر نصنع ونشيل السوق لوحدنا". ويضيف: "القرار ده هيأثر بالسلب علينا كتجار، منقدرش نعتمد بس على المنتج المصري بس، خاصة إن في زبون عاوز المنتج الصيني، زي ما في زبون عاوز المصري". يمسك فواز ب"طفاية سجائر" عليها رسوم فرعونية، يقول بنبرة غضب: "الطفاية دي صيني، اشتريتها ب15 جنيهًا، وببيعها ب30 جنيه للزبون، وبتكون بالنسبة للزبون سعر مناسب، إنما لو مصري هتقف عليه مش أقل ب60 جنيه، وفي الآخر الصيني (الفينيش) بتاعه أفضل". ويضيف، أن كل تاجر يعتمد على جميع أنواع المنتجات سواء الصيني أو المصري منها، لأن الزبائن تختلف أذواقها بينهما. بعد ثورة 25 يناير، تدهور السوق المصري وأثر سلبًا على أوضاع أصحاب المحال، يقول فواز: "المحل ده كان بيشتغل فيه 7 معايا، دلوقتي أنا وأخويا بس ومعانا صبي، كان قبل الثورة فيه مكسب، أروح مشوار وأرجع ألاقي 4 آلاف جنيه في الدرج، دلوقتي اليوم كله مش بلاقي 150 جنيه".