وصف الكاتب الصحفي الدكتور عبد الحليم قنديل تظاهرات اليوم بميدان التحرير، التي دعت إليها بعض القوى السلفية، تحت شعار "جمعة الشريعة"، بأنها ابتزاز صريح للآخرين، بحسب قوله. وقال قنديل ل"الوطن": "تظاهرات اليوم تثبت وجود عملية توزيع أدوار تتم بين جماعة الإخوان المسلمين وفئات أخرى تابعة لتيار اليمين الديني، لأن الإخوان ليسوا بعيدين عما يحدث وإن كانوا في حالة ابتعاد مقصود عن الصورة في ظل هذا التوزيع، وأعتقد أن هذا الابتزاز يمثل عنصر ضغط يوازي اعتراضات الآخرين على تشكيل الجمعية التأسيسية بذاتها قبل اعتراضهم على المسودات التي تصدر عنها". وتابع قنديل: "ما حدث اليوم ينم عن جهل السلفيين التام بالشريعة الإسلامية الحقيقية لأن المادة الثانية من الدستور على وضعيتها الحالية تجسد ما يسمى بالقطعيات في الشريعة وهو ما يكون مصدره القرآن والسنة النبوية وهو ما تعبر عنه كلمة مبادئ المذكورة بالمادة نفسها. أما كلمة أحكام التي يريدون وضعها فهي تعبر عن ظنيات واجتهادات فقهية ربما يختلف عليها الفقهاء أنفسهم ولا علاقة لها بالشريعة الصحيحة، وفي النهاية سيتم تطبيق المادة الثانية دون أي تغيير لأنها موضع إجماع كل المصريين وهي الصيغة الأكثر دقة من زاوية فهم الإسلاميين". وأضاف قنديل: "ما يفعله الإسلاميون اليوم ما هو إلا محاولة لتغطية فشلهم الكبير في أعمال الجمعية التأسيسية، في صياغة الدستور من ناحية، ومحاولة لإخفاء حقيقة كون هذا التيار استنساخا لحكم مبارك في صورة جديدة". كما شن الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل هجوما حادا على دعوة الرئيس محمد مرسي لمن أسماهم "المفسدين" إلى تسليم أموالهم ووضعها بحساب بنكي تابع للبنك المركزي، حيث وصفها بأنها "اقتراح ساذج من إدارة ساذجة لأنه ليس من المعقول أن يقوم فاسد بالإبلاغ عن نفسه طواعية والكشف عن فساده". وأضاف قنديل: "هذه الدعوة تعني رغبة مليارديرات جماعة الإخوان في إجراء مصالحات مع مليارديرات مبارك لتسهيل استيلاء الإخوان على مشروعات وموارد بعينها وهذه الطريقة لا يمكن أن تصلح أبدا لإدارة أي بلد أو تحقيق تقدم بها".