مئات التعليقات الناقدة والمبررة لاحقت مقطع فيديو انتشر على "فيسبوك"، يظهر فيه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وسط حراسة مشددة داخل الحرم المكي، أثناء تأديته فريضة الحج، حيث علق أدمن صفحة "احنا بنهزر يا ساويرس" المعروفة بتوجهها السلفي على مقطع الفيديو بقوله "الحج تجرد لله من الملابس والمناصب والأهواء، هل يخشى على أحد وهو في بيت الله؟". وعلق صاحب حساب باسم Naeim Badr على "فيسبوك"، وأحد زوار الصفحة نفسها بقوله "كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجلس بين أصحابه فلا يعرفه الغرباء، فيسألون من منكم محمدًا؟"، كما علق Mohamed Naguib بقوله "أنا مؤيد للإخوان.. لكن أرفض هذا الوضع". وعلى الجانب الآخر، قال سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، إنه لا يمكن أن تكون هذه الحراسة بإيعاز من المرشد العام السابق، مشيرًا إلى أن حراسة أحد الحجاج هي مراسم لبعض الشخصيات الهامة كالرؤساء والمسؤولين، موضحًا أنه تم وضعه شخصيًا تحت حراسة في أحد زياراته للأمير نايف عندما كان يؤدي مناسك الحج. وأوضح "كنت أصلى في أحد المساجد بالتجمع الخامس وشاهدت رجلًا يرتدي جلابية ويسلم على المصلين دون أي حراسة أو مراسم، ووجدته المرشد محمد بديع، وصافحني بحرارة، وما حدث في مكة هو احترام وتقدير من محبيه". كما أوضح جمال صابر، منسق حركة "لازم حازم"، أن حراسة المرشد العام داخل الحرم المكي تعتبر حالة عادية لا تستدعي التعليق عليها، مشيرًا إلى أن تلك "الهالة" من الاهتمام والتقدير تصاحب الفنانين دائمًا دون أن يعلق أحدًا عليهم، مضيفًا أن هناك من يتربص للإخوان في كل خطوة ويعلق على أشياء لا تسترعى الاهتمام. وأكد أن من يظهرون إلى جوار المرشد ليسوا حراسا بالمعنى المتداول، وإنما هم محبوه الذين أحاطوا به تقديرًا وحبًا له، على حد قوله. وأضاف صابر ردا على تعليقات نشطاء "فيسبوك" حول غياب المساواة داخل الحرم بسبب الحراسة التي أحاطت بالمرشد، بقوله "حجة البليد مسح السبورة". وأكد خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، أنه لا يظن أن جماعة الإخوان تقدس الرموز، مشيرًا إلى أن إحاطة المرشد العام من جانب محبيه، هي فقط لحمايته من التدافع والزحام، نظرًا لكبر سنه، مطالبًا بعدم تهويل الأمر من جانب المعلقين على الفيديو. وتابع "إنه من طبيعي أن يحاط أكبر شخصية في جماعة الإخوان المسلمين، من محبيه الموجودين بكثرة في السعودية"، مضيفًا أن السعودية بها أكبر عدد من الإخوان المسلمين المصريين منذ عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وردا على ما قيل حول مخالفة الحراسة لأصول المساواة بين المصلين داخل الحرم المكي، قال سعيد "عندما كان أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم ينزلون موسم الحج كانت تنشق لهم صفوف الحجيج نصفين".