لحية بيضاء كثة تحيط وجهًا مصريًا وتتوسط جبهته العريضة "علامة صلاة"، تحتها نظارة طبية تخفي خلفها عينين تحملان كثيرًا من الدهاء مكّنه لقيادة تنظيم القاعدة، خلفًا لأسامة بن لادن، ليقود من بعده عددًا من الجرائم الإرهابية العديدة حول العالم، وتجعله يتصدر قائمة الإرهابين الدولية وتحدد الولاياتالمتحدةالأمريكية المكافأة الأكبر لمن يدلي بمعلومات للقبض عليه لتصل إلى 25 مليون دولار. صنع أيمن محمد الظواهري، الجراح المصري، اسمه بين نجوم الإرهاب، منذ ثمانينيات القرن الماضي، على الرغم من مولده داخل أسرة ميسورة الحال بحي المعادي في العام 1951، حيث كان والده الدكتور محمد الظواهري، أحد أشهر الأطباء المصريين وجده لوالده الشيخ محمد الظواهري أحد شيوخ الأزهر، وجده لوالدته هو عبدالوهاب عزام أحد أهم رجال الأدب بمصر في مرحلة ما قبل ثورة 1952، بينما كان شقيقه عبدالرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية، وخاله سالم عزام أمين المجلس الإسلامي الأوروبي. نشأته في بيئة ملتزمة دينيًا، وحرصه على أداء الصلاة في المسجد وحضور الدروس وحلقات العلم منذ طفولته، ساهمت في صناعة الخلفية الدينية القوية قبل أن تشوهها الأفكار المتطرفة، ودفعته للمشاركة في تأسيس الجماعة الإسلامية التي كانت تضم أيضًا جماعة الجهاد حتى عام 1981، وألقي القبض عليه في نفس العام وتبين أنه عضو في خلية سرية تكونت عام 1968، ثم انضم إلى منظمة الجهاد الإسلامي إلى أن أصبح زعيم التنظيم، وحينما اغتال خالد الإسلامبولي الرئيس السادات، نظمت الحكومة المصرية حملة اعتقالات واسعة وكان الظواهري من ضمن المعتقلين، وتم الإفراج عنه بعدها لعدم وجود علاقة له بالواقعة فسافر إلى السعودية ومنها إلى باكستان. وفي أفغانستان التقى "بن لادن"، ما مثلّ المرحلة التي غيرت في حياته ليصبح مقاتلًا يقود المتطوعين ويدربهم لقتال ما أطلقوا عليه "الكفر" في كل مكان بالعالم، وضرب المصالح الأمريكية، والتعاون مع حركة طالبان التي استولت على الحكم في كابول، حيث ظهر في مقطع فيديو مع بن لادن وسليمان أبوغيث المتحدث الرسمي باسم القاعدة، بثته قناة "الجزيرة" عقب بدء الضربات العسكرية الأمريكية على أفغانستان، إلى الجهاد ضد أمريكا لإخراجها من المنطقة العربية، ولكي توقف دعهما لإسرائيل حتى لا تتحول فلسطين إلى أندلس جديدة، ليتصدرا بعده الاثنان قائمة الإرهابين المطلوبين حول العالم، بعد مقتل أسامة بن لادن في عام 2011، تولى أيمن الظواهري زعامة تنظيم القاعدة.