لم يعرف اليأس طوال الانتخابات الرئاسية الثلاث الماضية، التي شهدتها نيجيريا، حيث قرر أن يجرب حظه في المرة الرابعة، التي ابتسمت له أخيرًا ويتوج رئيسًا لبلاد النسور، عقب حصوله على 15.4 مليون صوت مقابل 13.3 مليون لجوناثان الرئيس النيجيري السابق. يتمتع "بخاري" بخلفية عسكرية، فهو الجنرال المتقاعد صاحب ال72 عامًا الذي كان في السلطة بين 1983 و1985 في عهود الأنظمة العسكرية، مسلم ينتمي إلى قبيلة فولاني ويتحدر من "كاتسينا" في شمال البلاد. وصل إلى رئاسة نيجيريا في 31 ديسمبر 1983 على إثر انقلاب عسكري أطاح بارئيس شيخو شاجاري، وأطيح به لدوره في انقلاب في أغسطس 1985 قاده الجنرال إبراهيم بابنجيدا، وكان ذلك قبل عودة الديموقراطية إلى البلاد في 1999. رغم أن تاريخه كرجل عسكري جعله دائمًا محل انتقاد، لاسيما وأنه متهم بقمع الحريات، إلا أن معظم الشعب النيجيري يشعر الآن أن خلفيته العسكرية، وانضباطه الزائد هو ما تحتاجه البلاد للسيطرة على التمرد الإسلامي في الشمال. ويتذكر معارضيه بطش نظامه العسكري حتى إن البعض يتحدث عن "دولة بوليسية"، كما شهدت فترة حكمه السابقة إعدام ثلاثة نيجيريين محكومين بتهريب المخدرات في الساحة العامة في وسط لاغوس العاصمة الاقتصادية، وأمر بخاري أيضًا بتوقيف فيلا كوتي المغني الشهير والناشط في الدفاع عن الحقوق المدنية الذي توفي في 1997، وعلى مر السنين نمت شهرته كرجل نزيه وهي ميزة مهمة في أول اقتصاد في القارة الإفريقية ينخره الفساد. يعقد عليه الشعب النيجيري أمل نهاية الإرهاب الذي تمارسه جماعة "بوكو حرام"، لاسيما وأنه أعلن بعد أن نجا من محاولة اغتيال استهدفت موكبه في كادونا يوليو الماضي، بإنهاء وجود حركة "بوكو حرام" في غضون أشهر في حال انتخابه، ليعطي أملًا جديدًا للشعب النيجيري الذي أنهكته الهجمات البشعة للتنظيم الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من الشمال النيجيري.