أثار فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الانتخابات العامة هذا الأسبوع جدلًا واسعًا في السياسة الأمريكية، حيث وجده الجمهوريين تعزيزًا للحكمة السياسية من انتهاج سياسة خارجية متشددة، ويزيد التوترات في علاقة نتنياهو مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوءًا. فيما يحمس منتقدي الحكومة الإسرائيلية الليبراليين، بيد أنه أدى في المقام الأول إلى تعقيد حياة المرشحة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقريرها، اليوم، إنه في الوقت، الذي تقترب فيه كلينتون من حملتها الانتخابية لرئاسة الولاياتالمتحدة، وهي الآن تواجه استقطابًا متزايدًا بين الديمقراطيين اليهود بشأن نتنياهو والكيفية التي يجب أن تتعامل بها الولاياتالمتحدة التعامل مع حكومته. وأشارت إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، التي لطالما أيدت حل الدولتين بل وكان لها الفضل في بدء ما كان يعتبر آنذاك محادثات سرية حول التوصل لاتفاق نووي مع إيران، موضحة أنه وضعًا يعارضه نتنياهو بشدة، وهو ما يجعل من المرجح الآن أن تتعرض لضغوط متزايدة من حزبها لمعارضة حكومة تعادي أوباما. وتابعت أنه في حال انتقادها لإسرائيل، فهي تخاطر بدفع شريحة مؤثرة من الديمقراطيين اليهود المحافظين لحجب دعمهم عن حملتها الانتخابية، أو حتى التخلي عن حزبها لدعم مرشح جمهوري في انتخابات عام 2016. وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن كلينتون على عكس المرشحين الجمهوريين المحتملين، الذين انهالوا بالثناء على نتنياهو، مؤكدة أنها رفضت التعليق على الانتخابات الإسرائيلية بشدة، وتم إبعاد الصحفيين عن السيارة، التي أقلتها إلى أتلانتيك سيتي لإلقاء خطاب أمام جمعية كامب الأمريكية. واستطردت أن كلينتون تجاهلت أيضًا معاناة المؤيدين الليبراليين لإسرائيل الذين يشعرون بالفزع بسبب حكومة نتنياهو اليمينية، كما تجاهلت اليهود التقدميين، الذين يدعون إلى مقاطعة إسرائيل احتجاجًا على توسيع الاستيطان والحروب في غزة. وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان دفاع كلينتون المستميت عن إسرائيل أثناء حربها في غزة الصيف الماضي، ومنذ ذلك الحين تجنبت إظهار تعاطفها علانية عن الخسائر الفلسطينية، مما أزعج أنصارها من اليهود الليبراليين. وقالت في الضفة الغربية، أغسطس الماضي: "إذا كنت رئيس وزراء إسرائيل، أنت على حق وأتوقع أن تسيطر على الأمن". وذكرت، أن مثل هذه التصريحات القوية حول الدفاع عن إسرائيل تعد معيارا لمرشح الرئاسة الديمقراطي، حيث أن نسبة ساحقة من الناخبين اليهود، والجهات المانحة، هي جهات ليبرالية ولن تصوت أبدا لجمهوري، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي يوليه التقدميون، الذين تزعجهم الحكومة الإسرائيلية المحافظة، إلى القضايا الأخرى، مثل الاقتصاد والقضايا الاجتماعية. ونوهت "نيويورك تايمز"، أن الغضب الناتج عن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس وغيره من الأحداث، التي أدت إلى إعادة انتخابه، ربما يعني أن يكون المزيد من الديمقراطيين أقل استعدادًا لالتزام الصمت عندما يتعلق الأمر بانتقاد حكومة نتنياهو.