استحقت نادية عزت توفيق، والبالغة من العمر 70 عامًا، لقب الأم المثالية لمحافظة الجيزة، بعد قصة كفاح استمرت 27 عامًا منذ توفي زوجها تاركًا لها طفلين، ولكن استطاعت نادية أن تنشئهما تنشئة حسنة، فحصل الأول على ليسانس حقوق، والثاني على ليسانس آداب وتزوج. تزوجت الأم منذ عام 1972 من ابن عمها واستمرت فترة زوجها 13 عامًا، رزقت الأسرة بالابن الأول وبعد الولادة مباشرة اكتشفت الأسرة أنه كفيف، وأكد الأطباء أنه سيظل كفيفًا مدى الحياة وتلقت الصدمة بصبر، وكانت الأم لم تكن تعمل في تلك الفترة. ثم رزقت الأم بمولودها الثاني وكانت فرحة الأم كبيرة لأنه كان يبصر، ولكن بعد عام مباشرة أصيب بكف بصر كلي نتيجة ضمور في العصب البصري، حيث أكدت التقارير الطبية أن القرابة الشديدة هي السبب في الحالتين. جاء التعيين للأم في تلك الفترة وكان بمنطقة بعيدة، ما زاد الأمر صعوبة، حيث كان راتب الأب قليلًا، ما اضطره إلى أن يستقيل من عمله الحكومي ويعمل عملًا حرًا حتى يستطيع مواجهة الأعباء المعيشية والعلاجية لتربية الأبناء. اضطرت الأم مواصلة العمل هي الأخرى لادخار المال وشراء الكمبيوتر الناطق والكتب الدراسية بطريق "برايل". حاولت مساعدة ابنيها وتمكينهما من الاعتماد على أنفسهما حتى يتمكنا من السير بدون أن يتعثرا في شيء. حرصت الأم على تحفيظ الولدين القرآن الكريم والالتحاق بمدارس المكفوفين وكانت تقرأ لهم جميع المواد، ثم اعتمدت بعد ذلك على التسجيلات الصوتية لأنها كانت تعاني بعض الشيء في استرجاع بعض المواد الدراسية من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية. عانت الأم بشدة حتى كبر الابنان ووصلا إلى الدراسة الجامعية، ما زاد العبء على الأم في جلب الكثير من السمعيات بالكلية والمراجع الخارجية. لم تجعل أبناءها يشعران يومًا من الأيام أنهما عاجزان فكانا يعتمدان على أنفسهما في كثير من الأشياء. تزوج الابن الثاني ورزق بتوأم مبصر وبدرجة ذكاء عالية. والابن الأكبر يجلس مع أمه حاليًا مع إصرار منه على مواصلة الدراسات العليا في كل من التنمية البشرية واللغة الإنجليزية بجانب مساعدة أمه في البيت.