العلاقات المصرية العراقية شهدت العديد من حالات الشد والجذب عبر التاريخ، سواء على صعيد الأنظمة المختلفة نفسها، أو بتغيير القادة والحكام. الوطن ترصد تاريخ العلاقات المصرية العراقية منذ عام 1958، وذلك على خلفية استدعاء بغداد لسفير مصر لديها، للاحتجاج على تصريحات شيخ الأزهر ضد ميليشيات شيعية. منذ 1954 وحتى عام 1956 كانت العلاقات السياسية بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس العراقي نوري السعيد متوترة، وكانت هذه العلاقات متأثرة بالمد القومي العربي الذي كان يكتسح المنطقة العربية آنذاك منذ اندلاع الثورة المصرية ومجيء جمال عبد الناصر إلى السلطة في 23 يوليو 1952. في 1954 اجتمع نوري السعيد بعبد الناصر في القاهرة لتحويل معاهدة الدفاع العربي المشترك لسنة 1950 إلى اتفاقية دفاع إقليمية تشترك فيها كل من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية، وقال السعيد إن الرئيس عبد الناصر وافق على ذلك، الأمر الذي أنكره الرئيس عبد الناصر. في 1955 وقعت الاتفاقية الثنائية بين العراق وتركيا، المعروفة باسم "حلف بغداد"، والذي كان السبب الرئيسي لتوتر العلاقات بين مصر والعراق وتشجيع نوري السعيد لفكرة قيام الحلف. في 1955 دعا عبد الناصر إلى عقد اجتماع قمة لرؤساء الوزراء العرب، ومثل الدكتور "فاضل الجمالي" العراق في هذا الاجتماع، نظرا لعدم رغبة نوري السعيد في الحضور بحجة أنه مصاب بوعكة صحية. عندما هاجمت إسرائيل قطاع غزة في 1955 وضع عبد الناصر مسؤولية ذلك الهجوم على عاتق نوري السعيد ومؤامراته مع الإنجليز، وبادرت الإذاعتان العراقية والمصرية إلى تصعيد حملتهما ضد نوري السعيد وحكومته. قبل 1958 كا نت العلاقة متوترة مع حلف بغداد، وقال عبد الناصر "كنا نحاربه ومعنا شعب العراق، وعند العدوان الثلاثي خرج الشعب العراقي أيام السعيد يقاتل ويتظاهر ضده وسقط منهم قتلى". في 1958 قامت ثورة العراق، وكانت الجمهورية العربية المتحدة فى تأييدها بكل قوة ومن غير تردد. فى 1958 كانت العلاقات بين الحكومتين أحسن ما تكون وأقوى، لكن هذه العلاقات ما لبثت أن اعتراها الفتور، بعد تحول سياسات عبد الكريم قاسم، الذي انقلب على الجمهورية العربية المتحدة التي ساندته، وذلك بعد أشهر قليلة من ثورة العراق 1958. في مايو 1964 قال الرئيس جمال عبد الناصر إن الوحدة بين العراق ومصر قائمة منذ ثورة 18 نوفمبر 1963، وقال "منذ الثورة هناك رؤية في الهدف بين العراق ومصر". في مايو 1964وقعت اتفاقية الوحدة مع العراق بتاريخ 26 مايو 1964، والتي اعتبرها الرئيس جمال عبد الناصر خطوة مبدئية في طريق الوحدة، ما يعني أن تقوم الوحدة على أسس تستطيع أن تقابل وتلافي أعداء الوحدة. في 1973 وأثناء الحرب مع إسرائيل كان للطيران العراقي دور كبير في الحرب، ورغم سوء العلاقات فقد أشاد الرئيس المصري أنور السادات في 1981 بالدور الذي لعبة الطيران العراقي. عام 1978 استضافت بغداد قمة جامعة الدول العربية التي أدانت مصر لقبولها اتفاقيات كامپ ديڤد، وكانت بعض البلدان العربية ومنها العراق قطعت علاقتها بمصر في أعقاب توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل. - في يناير 1984، نجحت العراق في قيادة جهود عربية لاستعادة مصر عضويتها في الجامعة العربية، وتوقفت العلاقات العراقية المصرية عام 1990 بعد انضمام مصر لتحالف الأممالمتحدة لإخراج العراق من الكويت. في عام 2003، بدأ العراق يستعيد مكانته الطبيعية في المحيطه العربي والدولي، وفي أواخر يوليو 2004 استقبل الرئيس الأسبق "مبارك"، الدكتور أياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة. في يونيو 2005 ترأست مصر المؤتمر الوزاري الدولي الذي عقد في بروكسل، وأعلن فيه وزير الخارجية المصري التزام مصر في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للشعب العراقي. في يوليو 2005 كان اختطاف السفير المصري المعين في العراق إيهاب الشريف وقتله من قبل مسلحين مجهولين، ما انعكس سلبا على العلاقات مع العراق. في 2007 شهدت مدينة شرم الشيخ نجاح دول جوار العراق الموسع وإطلاق وثيقة العهد الدولي مع العراق. في أكتوبر 2008 زار وزير الخارجية المصري بغداد على رأس وفد ضم وزير البترول، ما يعد بمثابة تحول ومحاولة لإرساء العلاقات بين البلدين، حيث أسفرت الزيارة عن الاتفاق على إعادة فتح السفارة المصرية في بغداد وتشكيل لجنة مشتركة لوكلاء الوزارات العراقية والمصرية. 10 مارس 2009 عقدت اللجنة المشتركة اجتماعا وتوصلت إلي صياغة عدد من مذكرات وبروتوكولات التعاون بين عدة وزارات عراقية ومصرية على رأسها مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين حول التعاون الثنائي والحوار الإستراتيجي. 11 فبراير 2009 عقدت اللجنة العراقية المصرية المشتركة المشكلة، اجتماعها الأول في القاهرة برئاسة وزيري خارجية البلدين وعدد كبير من المسؤولين من كلا البلدين، وأسفر الاجتماع عن توقيع 14 مذكرة تفاهم. فى الفترة من 2021/12/2009 كانت زيارة رئيس الوزراء العراقي لمصر، ما أعطى دفعة سياسية للعلاقات المتنامية بين البلدين، لما تم التوقيع عليه من مذكرات عديدة في مختلف المجالات. 11 يوليو 2009 تشكلت لجنة مشتركة بموجب مذكرة التفاهم للتعاون الثنائي والحوار الإستراتيجي الموقعة بين البلدين، وهي برئاسة وزيري خارجية البلدين. في 2010 قامت مصر بفتح قنصليتين مصريتين الأولى في أربيل والثانية في البصرة، ليكونا أول تمثيل قنصلي لدولة عربية خارج العاصمة بغداد. فى 15/9/2014، استقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وزير الخارجية سامح شكري على هامش مشاركتهما في أعمال المؤتمر الدولي الذى تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس حول العراق. 17 مارس 2015 استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير المصري في بغداد، أحمد درويش، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية بخصوص التصريحات الأخيرة لشيخ الأزهر، التي وجه فيها اتهامات للميليشيات الشيعية الموالية للحكومة العراقية المعروفة باسم "الحشد الشعبي".