إجازة عيد الأضحى المبارك 2025 في مصر للقطاعين الخاص والحكومي والبنوك    استقرار أسعار الفاكهة اليوم بأسواق الإسكندرية.. الخوخ ب35 جنيها للكيلو    محافظ قنا يتفقد المخابز والأسواق للتأكد من جاهزيتها قبيل عيد الأضحى المبارك    وزيرا الاتصالات والتضامن الاجتماعي يشهدان توقيع مذكرة تفاهم وبروتوكولين لدعم الشمول الرقمي والمالي    تحكي تاريخ المحافظة.. «القليوبية والجامعة» تبحثان إنشاء أول حديقة متحفية وجدارية على نهر النيل ببنها    محافظ قنا يتفقد المخابز والأسواق للتأكد من جاهزيتها قبيل عيد الأضحى    مسؤول بآبل العالمية: الشركة تولي اهتمامًا كبيرًا بالسوق المصرى وتعتبره بوابة لتوسعها    مصدر في الوفد الأوكراني إلى محادثات السلام في إسطنبول: كييف مستعدّة لاتخاذ "خطوات كبيرة نحو السلام"    وزير الخارجية: مصر مستعدة لدعم المسار السلمي بشأن الملف النووي الإيراني    أزمة المعادن النادرة تفجّر الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين    مصادر طبية فلسطينية: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية قرب مراكز المساعدات خلال الساعات ال 24 الأخيرة    ريفيرو يعقد جلسات تحفيزية مع لاعبي الأهلي استعدادًا للمونديال    خالد مرتجي ممثلا للأهلي وهشام نصر للزمالك فى اجتماع اتحاد الكرة    ترتيب الكرة الذهبية بعد فوز باريس سان جيرمان بدوري الأبطال.. مركز محمد صلاح    إنتر ميلان يضع مدرب فولهام ضمن قائمة المرشحين لخلافة إنزاجي    أكبر حجاج الجمعيات.. الحاجة أمغلية حسين 97 عاما تؤدي فريضة الحج برفقة ابنها بعد 7 محاولات    القوات البحرية تنجح فى إحباط محاولة تهريب كميات من المخدرات عبر سواحل البحر الأحمر    ميراث الدم.. تفاصيل صراع أحفاد نوال الدجوى في المحاكم بعد وفاة حفيدها أحمد بطلق ناري    الحكم على المنتجة ليلى الشبح بتهمة سب وقذف الفنانة هند عاكف 23 يونيو    آن ناصف تكتب: "ريستارت" تجربة كوميدية لتصحيح وعي هوس التريند    "الإغاثة الطبية" بغزة: الاحتلال يستهدف كل شىء بلا تمييز ولا مكان آمن بالقطاع    الأربعاء.. قناة الوثائقية تعرض الجزء الثاني من فيلم «الزعيم.. رحلة عادل إمام»    دعاء للأم المتوفية في العشر الأوائل من ذي الحجة «ردده الآن» ل تضىيء قبرها    وزير الصحة: زيادة ميزانية الطب الوقائي بدلا من الاعتماد بشكل كامل علي العلاج    محافظ المنوفية يأمر بصرف مساعدات مالية ومواد غذائية لحالات إنسانية    البنك المركزى يعلن عطلة البنوك لعيد الأضحى تبدأ الخميس وتنتهى الإثنين.. فيديو    السعودية: أخرجنا أكثر من 205 آلاف شخص من مكة حاولوا الحج بلا تصريح    الكشف عن موعد عرض مسلسل "فات الميعاد"    المدير التنفيذي: أنجزنا 99% من مشروع حدائق تلال الفسطاط    تفاصيل مظاهر احتفالات عيد الأضحى عبر العصور    تعليم دمياط يطلق رابط التقديم للمدارس الرسمية والرسمية لغات    وزيرة التنمية المحلية توجه بتوفير اللحوم بأسعار مخفضة في عيد الأضحى    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو    الخانكة التخصصي تنقذ حياة رضيعة تعاني من عيب خلقي نادر    تكريم الفائزين بمسابقة «أسرة قرآنية» بأسيوط    الإصلاح والنهضة: صالونات سياسية لصياغة البرنامج الانتخابي    22 سيارة إسعاف لنقل مصابي حادث طريق الإسماعيلية الدواويس    المخابرات التركية تبحث مع حماس تطورات مفاوضات الهدنة في غزة (تفاصيل)    حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن أراد أن يضحي؟.. الإفتاء تجيب    «من حقك تعرف».. ما إجراءات رد الزوجة خلال فترة عِدة الخُلع؟    منافس الأهلي.. بالميراس يفرط في صدارة الدوري البرازيلي    التضامن: انطلاق معسكرات "أنا وبابا" للشيوخ والكهنة لتعزيز دور القادة الدينيين في بناء الأسرة    رئيس التشيك: نأمل في أن تواصل قيادة بولندا العمل على ترسيخ قيم الديمقراطية    ذا صن: «بي بي سي» تلغي حلقة محمد صلاح وجاري لينكر خوفا من الحديث عن غزة    موعد عودة الموظفين للعمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2025    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب قبالة سواحل هوكايدو شمالي اليابان    مجلس الأمن الأوكرانى : دمرنا 13 طائرة روسية فى هجوم على القواعد الجوية    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج بحلول عيد الأضحى المبارك    بركات: بيكهام مكسب كبير للأهلي ووداع مستحق لمعلول والسولية    4 أبراج تتسم بالحدس العالي وقوة الملاحظة.. هل أنت منهم؟    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    هل حقق رمضان صبحي طموحه مع بيراميدز بدوري الأبطال؟.. رد قوي من نجم الأهلي السابق    محمد أنور السادات: قدمنا مشروعات قوانين انتخابية لم ترَ النور ولم تناقش    محمود حجازي: فيلم في عز الضهر خطوة مهمة في مشواري الفني    "زمالة المعلمين": صرف الميزة التأمينية بعد الزيادة لتصل إلى 50 ألف جنيه    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنا آسفة
نشر في الوطن يوم 15 - 03 - 2015

جملة بسيطة.. مبتدأ وخبر ولكن بينهما مساحة قد يستغرقنا عمر بكل ما فيه لقطع مفازتها دون الوصول.
فالاعتذار ليس عدة حروف ننطقها فى عجالة إنهاءً لموقف.. أو إخراساً لشاكٍ.. أو حتى خروجاً من مأزق.. إنه ثقافة ونهج حياة.. ارتقاء عن صغائر المشاعر والأفعال.. إرساء لقاعدة أخلاقية نفتقدها كثيراً.. دفع بعضنا سعادته والكثير من عمره ثمناً ليتعلمها والأكثر حماقة لم يتعلمها أبداً.. فكثيراً ما نونئد تلك الكلمة بسيف الحماقة والكبر فى لحظة فنحصد ندم السنين.. بينما نملك على طرف ألسنتنا ما يطفئ ناراً للفتنة توشك أن تضرم.. أو خططاً للانتقام تحطم وتدمر.. نستطيع بها أن نمنح ما يطبطب على جرح نازف بالوجدان.. ويوارب أبواباً للتسامح كادت أن تؤصد علناً ندلف منها يوماً.. فنصيغ بمداد من ذهب دعوة مفتوحة لضيف رائع اسمه (فرصة ثانية).
وقد كان للدكتور سلمان العودة سبق بمقال رائع عن ثقافة الاعتذار.. وإحياءً لسُنة أدبية مارسها العرب كثيراً.. أستميح أستاذنا عذراً أن أنجرف لجرأة مقابلة أدبية لمقال المعلم، مسلِّمة نفسى لتداعيات تلهم القلم ليبوح بأسرار القلب.. راجية منك قارئى العزيز الرأفة بى وعدم المقارنة بين الأستاذ والتلميذ.
فرغم إسرافى فى استخدامها حتى على أخطاء لم أرتكبها -لم يهدر الكثيرون الفرصة لاستغلالها- لأقاوم ندماً على تضحياتى الصغيرة.. لكن ما زال هناك رصيد من الاعتذار أكتشفه وأعيه كلما مسحت الحياة على رأسى بأصابع الزمن.. تاركة قسوة التجربة على شعيرات فقدت لونها مع لون الأيام وطعمها.
ليس بكاءً على أطلال ماضٍ انتهى ولكن وقود لغد ما زال يبحث عن أب شرعى.. عن فارس حقيقى.. عن زاد لطول طريق نمضى فيه دون أن نعرف متى تكون النهاية، سأعلنها بلا خجل.. تأديباً لنفس عاصية.. وترويضاً لكبرياء جامح.
■ آسفة لك يا ربى على استقبال نعمتك بمنطق المسلَّمات والأمر الواقع.. متدللة على روعة عطائك وجزيل فضلك باعتباره من طبائع الأمور.
■ آسفة على كل لحظات تعاملت فيها مع الكون بسلبية قوانين القصور الذاتى للأشياء ولم أدرك روعة وعبقرية اصطفاء الخالق لخلافة أهدرها الكثيرون وأنا منهم.
■ آسفة على شجاعة خانتنى.. أو مصلحة لجمتنى.. أو طمع أزاغ عينى.. أو خجل أخرس لسانى عن كلمة حق أظل أشقى بكفارتها وأجتهد ما بقى من العمر باحثة عنها.
■ آسفة على صمت فى غير موضعه وكلام كذلك.
■ آسفة لكل من خذلنى.. على اتهام أولى بى أن أوجهه لخذلانى لنفسى بثقة فى غير مكانها.
■ آسفة على نظرات دهشة وبراءة لم تبرح المآقى بعد من جنون عالم وقسوته.. لا يعبأ كثيراً بالساذجين.
■ آسفة لرفقاء العمر.. أو عابرى السبيل الذين أعلنت عليهم السنين الإقامة الجبرية فى أروقة الذكرى.. دون أن أناضل بقدر كافٍ من أجل بقائهم فى بساتين أيامى.. ودون أن أعبر لهم كم أحببتهم.
■ آسفة لذلك الآخر فى مكان ما من الأرض.. قد أكون أخطأت فى حقه بإرادتى أو دون قصد أو حتى علم منى.
■ آسفة لكل من طرق أبواب حياتى وأثر فيها دون أن أخبره بتقديرى لفضله.
■ آسفة لفارس تأخر كثيراً.. ومضت السنين.. وضاعت فرحة انتظاره.. ولهفة الوجود بين راحتيه.. وقد أخطأته العين وسط زحام وجلبة يثيرها دائماً فرسان آخر الزمان متبخترين بسيوف من خشب وخيول من صفيح.
■ آسفة لأحلام البنات.. وتلك الجزيرة البعيدة.. ومركب وحيد لم يجد الربان.. فأشرعة الحب مزقتها رياح الواقع وجراح القلب ووطن ينزف.. سامحينى.. ستظلين قيد الأحلام.
■ آسفة على اكتشافات ما زالت تغير مفاهيم الأمس وثوابته (فالحقيقة ما نراه).. وربما تعلن النهاية وينتهى الوقت وتجمع أوراق الاختبار بعد أن ندرك متأخرين جداً.. أننا لم نكتب الإجابات الصحيحة.
■ وأخيراً تظل أنت دائماً يا وطنى فارسى وحبيبى.. أحبك.. وآسفة لك.. لقد أهناك كثيراً وخذلناك كثيراً واختزلناك فى أغنيات ومواويل.. وفخر أحمق بأمجاد أهدرناها وحضارة ذبلت فاستباحها نهاشو القبور وباعوها فى مزادات العالم.. آسفة لك على شرف انتماء جبلنا عليه دون عناء ولم نكن أهلاً له بعد.. فامنحنا المزيد من حقول تسامحك مع سنابل قمحك.. لعلنا يوماً نكون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.